أنت هنا

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )
العودة

العودة

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2018

isbn:

978-977-493- 300-4
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

$2.99
SMS
اشتري برسالة قصيرة من (مصر, العراق , الاردن )

how-to-buy.png

نظرة عامة

كتاب" العودة " ، تأليف : هيثم نافل والي ، والذي صدر عن مؤسسة شمس للنشر والاعلام ، ومما جاء في مقدمة الكتاب : 

ما أن حطَّت أقدامهم أرض المحطة بعد رحلة قهر مخذولة موسومة بالعار بعد ذلك الموقف المخزي الذي تعرَّض له آدم أمام نفسه والناس وهو جالس بجانب زوجته أنهر في مقطورة القطار وقتما حطَّ عليه كالقدر المشئوم ذلك الرجل العنصري الألماني الأحمر مزاحمًا إياه يريد نهب مقعده الجالس عليه لأنه من أهل البلد والدار وصاحبنا الأخير غريب بعيد قادم من مدينة هانوفر يريد العودة إلى مدينة ميونخ التي سُجنوا وقدَّموا لجوءهم فيها قبل ذهابهم إلى كريم نسيب آدم.

وجوه متعبة أنهكها القهر والخذلان ؛ لم يتصورا بأنه سيأتي عليهم اليوم الذي يقفون فيه مثل هذا الموقف المجلل بالمهانة والقسوة... وما أن وطأت أقدامهم أرض المحطة حتى استقلوا سيارة أُجرة تنقلهم إلى مركز اللجوء الرئيسي في المدينة الذي هربوا منه قبل أكثر من شهر ونصف.

كان الوقت عصرًا ؛ الشمس لم تغرب ، الضوضاء حول بناية المركز كما تركوها لم تنقص مثقال ذرة ، كل شيء يدور ويتحرك ويحدث صخبًا لا يُطاق... سلمّوا أنفسهم إلى رجل الحماية السمين الطافح بالدهن المنتصب بجذعه المتين ببذلته الزرقاء أمام البوابة يتقدمهم آدم وتتبعه أنهر ثم كمال الغارق في الصمت... أشار لهم دون أن يتعب نفسه بسؤالهم بالصعود إلى غرفة رقم 323 حيث التقديم واستلام مفاتيح الغُرف... هناك وجدوا موظفة تركية تتحدث العربية بطلاقة ، استقبلتهم بحنان شرقي وعلى شفتيها ابتسامة مضاءة يغلب عليها طابع المكر المحبب وهي تردِّد على مسامعهم :

- عليكم بقول الحقيقة.

تدخلت أنهر تسألها كعادتها بجدية صارمة :

- أرجو أن توضحي قصدك ؟

- أن تقولوا لقاضي التحقيق عندما يأخذ أقوالكم بأنكم ذهبتم إلى هانوفر دون إخطار بلدية المدينة ، وبأنكم قدَّمتم اللجوء هنا من قبل.

كالسهم عندما ينطلق نحو هدفه :

- بالتأكيد... هذا ما قررنا فعله دون لف أو دوران.

- هكذا أحسن.

أجابتها التركية بلهجة غلبها الخبث ينقصها الصدق.

همس آدم بأذن زوجته بقلب موخوز بالحسرة مرتاعًا :

- وهل هذا سيكون من صالحنا ؟

- ليكن ما يكون ؛ المهم أن نقول لهم الحقيقة كاملة ، لماذا ذهبنا ولماذا رجعنا.

كمال كان قلقًا ، متعبًا ومنهارا ، هو لم ينبس ببنت شفة ، ظل الوقت بطوله ساكتًا يتنصت.