أنت هنا

$3.99
شمعة في أعماق السجون

شمعة في أعماق السجون

المؤلف:

0
لا توجد اصوات

الموضوع:

تاريخ النشر:

2013

isbn:

978-9953-594-17-0
مكتبتكم متوفرة أيضا للقراءة على حاسوبكم الشخصي في قسم "مكتبتي".
الرجاء حمل التطبيق المجاني الملائم لجهازك من القائمة التالية قبل تحميل الكتاب:
Iphone, Ipad, Ipod
Devices that use android operating system

نظرة عامة

كتاب "

شمعة في أعماق السجون " ، تأليف محمد طحنون ، والذي صدر عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع .

ومما جاء في مقدمة الكتاب :

لم أعرف الظلم يوماً ولم يمارَس عليِّ بشكله الحقيقي، وثقافتي عنه لم تكن تتعدى ما أسمعه هنا وهناك، فطبيعة حياتي كانت بعيدة عن هموم مجتمعي وكنت في مستوى معيـشي معين مبني على استغلال كل مباهج الحياة والعيش في أحضانها والتلذذ بما طاب منها، كنت بعيداً عن المجتمع بشتى أطيافه، إلا من كان يحمل شعار ”عش يومك“.

اخترت البعد عن مجتمعي ومشاكله فابتعد هو عني بدوره، ولم نعد نشعر ببعضنا ولا نستلطف بعضنا، وكنت سعيداً بذلك البعد وبتلك الفجوة بيننا لأن عالمي الخاص كان أهم بالنسبة لي، بل كان كل همي.

وفي غفلة الايام.. وجدت نفـسي في قلب أحداث جرت في منطقتي، وإذ بي أدفع ضريبة انتمائي لمعتقدي الذي لم أكن أعلم عنه سوى الولاء فقط.. والذي اكتشفت لاحقاً أنه جوهر الاعتقاد.

منذ أول دقيقة من اعتقالي تغيرت لديّ مفاهيم كثيرة، أولها أنني لم أكن أعلم بقيمة الحواس التي أنعم َالله بها علّي ولم أكن أعيرها اهتماماً إلا بعد أن عُصبت عيناي، حيث برز السمع قوياً ليعوّض فقدان الرؤية، حتى خيل لي أنني أسمع دبيب النمل على الأرض.

وبدأ لساني يلهج بذكر الله واكتشفت الله في قلبي بما لم أكن أشعر به من قبل، وبدأت أدعو وأستجير وأناجي حتى ظننت أنني مودع لا محالة.

كانت هذه بداية اكتشافاتي والتي ربما تبدو للبعض تافهة إلا أنها كانت عظيمة بالنسبة لي في ذلك الوقت بعد أن خرجت من عالمي الخاص الذي لم يكن سوى نقطة صغيرة على هامش الحياة.

قاومت ظلم الإنسان للآخر وجبروت الإنسان ضد أخيه الإنسان وبدأت أشعر بالظلم..

نعم الظلم، الذي لم أشعر به من قبل، بدأ يتسلل إليّ شيئاً فشيئاً وبدأت أتذوق مرارته رويداً رويداً، حتى أصبحت أعيشه بكل ما فيه وبكل ما يعنيه.

في زنزانة طولها مترين وعرضها متر ونصف، كنت أعيش، لم يكن بها شيء، لم تكن بها حياة سواي، لا شمس لا هواء، لا شيء سوى جمود الموت، نظرت بها متفحصاً مرات ومرات، لم تكن زنزانة بل كانت قبراً، وكأنني كنت أنتظر الملائكة لتحاسبني!

من هنا بدأت رحلتي مع نفـسي التي لم أعرفها ولم أرها على حقيقتها سوى في تلك الزنزانة- القبر..