طوي بخيتة

رواية "طوي بخيتة"، للكاتبة الإماراتية مريم الغفلي، الصادرة عن دار الحوار للنشر والتوزيع عام 2012، نقرأ من أجوائها:
من بعيد تظهر خيالات لسلسلة جبلية تتمازج مع الأفق. كانت المسافة التي قطعتها القافلة طويلة، فمنذ الليلة الماضية وهم يسيرون بدون توقف، تعبت الإبل، كذلك كان حال جميع من في القافلة، بالكاد يستطيعون المشي والمواصلة، والوجوه أثر فيها عناء المسير.
عبيد الصغير يتململ ويتصاعد بكاؤه مبدداً الصمت، الرحلة مضنية للجميع، لكن الإصرار على المسير هو أيضاً صفة يتصف بها كل من في القافلة، فيجب حث السير حتى الوصول لأقرب طوي ماء.
سلطان هو الأكبر سناً، والأكثر خبرة بالطريق، لذلك فهو دليل الرحلة، والجميع يستمع له ويطيع أوامره. وكان مصبح وحيداً يسير بجانب مطيته، بينما استغرق عبيد في سباته بين يدي بخيتة وقد هده التعب نتيجة البكاء المستمر، فأغفى بمجرد أن ناوله مصبح لها.
شما تنادي والدها وهي بين النوم واليقظة:
- أبويه، أبويه.
يجيبها بصوته المتعب:
- عونك أمايه؟
- أنا متعبة وعطشى.