أنت هنا

قراءة كتاب الغبي ينجح

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الغبي ينجح

الغبي ينجح

إن الموضوع الأساسي لمحاضراتي العامة وكذلك الموضوع الأساسي لهذا الكتاب يتلخص في ضرورة التحرك المتكامل النشط من أجل تحقيق أي هدف مهما كان شكله ونوعه.

تقييمك:
5
Average: 5 (6 votes)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
لقد كتبت كتابي الأول "لقد خلق البشر متساوون" في شهر مايو (أيار) عام 1979، وهو تسجيل لقصة حياتي وكفاحي حتى الآن، حيث لخصت الأسباب التي دفعتني إلى إحداث ثورة في منظومة الرعاية الطبية في اليابان.
 
ولكن منذ إصداري لهذا الكتاب حدثت لي تغييرات لم تكن متوقعة. فلقد جاءني سيل من الطلبات لكي أقوم بعمل محاضرات عامة حول موضوعات الكتاب.
 
لقد جاءتني طلبات من كافة أشكال وأنواع الهيئات والمؤسسات الاجتماعية والعلمية، بدءًا من المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات ومرورًا بنقابات مجالس الآباء والغرف التجارية والجمعيات الزراعية واتحادات الغرف الصناعية ومجالس الشباب والاتحادات الاقتصادية والحلقات الدراسية الخاصة بأعضاء البرلمان وحتى الحلقات البحثية للتجمعات الاقتصادية والمنتديات السياسية والاقتصادية للصحف الإقليمية وغيرها، حتى صرت مشغولا للغاية في السفر هنا وهناك عبر كل بقاع اليابان.
 
ولقد قمت بعمل محاضرات بمعدل 25 مرة في الشهر تقريبًا، وأحياناً كان يصل العدد إلى 30 مرة، وفي العامين الماضيين كنت مشغولاً للغاية بجدول مرهق لم أكن أتوقعه حيث تجاوز عدد محاضراتي ثمانمائة محاضرة.
 
وبما أنني أصلا إنسان عاش طوال عمره يكرس مجهوده كله في مجال الرعاية الطبية، فلم أكن أفهم شيئًا في فن أو تقنية إجراء المحاضرات العامة. ولذلك فإنني لم أفعل سوى الحديث عن قصة كفاحي في الحياة كما هي بصدق وبحماس شديدين.
 
فلقد عشت منذ طفولتي أحتضن رغبة متأججة في صدري تلح عليّ بأن أصبح طبيبًا يومًا ما، حيث ظهرت تلك الرغبة مع حادثة وفاة أخي الأصغر... وكان هذا هو حلمي وكانت هذه هي رغبتي أنا ابن ذلك الفلاح البسيط من قرية في جزيرة "توكونوشيما". ولقد حدث بالمصادفة أن شاهدت المستشفى الجامعي الملحق بجامعة أوساكا، عندما ذهبت لأتلقى جراحة لإزالة تجمع صديدي بجسمي، ومنذ ذلك اليوم صار لدي هدف واضح وهو الالتحاق يومًا ما بكلية الطب في جامعة أوساكا. وبعد انتهاء الحرب تركت مدرسة "توكونوشيما" الثانوية التي لم يدخل طالب واحد من خريجيها أية كلية طب في جامعة حكومية لألتحق بمدرسة "أيماميا" الثانوية بمدينة اوساكا، وتحت شعار "أن أعيش أو أن أموت" جلست إلى مكتبي أدرس ستة عشر ساعة يوميًا، دون أن أستريح يومًا واحدًا خلال الـ 365 يومًا بالسنة، وفي نهاية أربعة أعوام من الكفاح المستميت استطعت بالكاد أن ألتحق بكلية الطب جامعة أوساكا. وتلك الأعوام هي أعوام الصف الثاني والثالث في مرحلة الثانوي، وعامين قضيتهما استعدادًا لدخول امتحان الالتحاق بكلية الطب في الجامعة.
 
فلم أكن من عائلة كبيرة ذات شأن ولم أكن غنيًا، وكذلك لم أكن ذكيًا إلى درجة كبيرة، ولكن هذه التجربة قد أعطتني ثقة بالنفس وجعلتني ناضجًا واعيًا لأهدافي ومبادئي،.. لكن واحدًا مثلي بتلك القدرات الضعيفة صار يرفع شعارًا مجنونًا هو : "تغيير منظومة الرعاية الطبية في اليابان وتحسين منظومة الرعاية الطبية في العالم"، وصار ينطلق مندفعًا في اتجاه واحد ألا وهو السعي نـحو إنشاء المستشفى تلو الآخر.

الصفحات