أنت هنا

قراءة كتاب خلود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خلود

خلود

راوية "خلود" للكاتب الفلسطيني سمير الجندي، يسجل من خلالها العلاقات الإنسانيةً، والهموم الشخصية، وواقع تعيشه مدينة القدس حيثُ تتصارع حولها الأحلام والأماني، ونزعات الخير والشر، وبقاء الحياة والوجود بين الأنا والآخر , 

تقييمك:
4
Average: 4 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 4
2
 
 تمنيت في هذا اليوم لو أن والدتي حاضرة لأقول لها: ها أنا يا والدتي قد التقيت بها...
 
ها هي حبيبتي التي حدثتك عنها ذات صفوة، ها هي من بحثت عنها أنا وأحلامي المتهالكة، ها هي يا أمي... ألم أقل لك بأنني لن أفقد الأمل بلقائها؟ 
 
ألم أقل لك يا أمي بأنها تنتظرني مثل ما أنتظرها في مكان ما في هذا الكون؟
 
ألم أحدثك عن جمالها وحسنها وحنانها؟ أنا لم أصفها لك كما يجب فأنا لا أحسن وصفها، ومفرداتي عاجزة عن الوفاء لحسنها... ها هي يا أمي موجودة أمامي بلحمها ودمها، وسحر عيونها السوداء الآسرة...
 
لم أفض بمشاعري لأي إنسان غير أمي، هي تفهمني وتقدر ما أقول، لم تلمني أبداً ولم تضجر من سماعي،
 
كانت بئر أسراري، كنت أُحدثها عن مكنونات صدري وأصف لها مشاعري، وآخذ رأيها في منعطفات حياتي، كانت تُبدي لي النصيحة التي غالباً ما آخذ بها، لقد كانت سديدة في رأيها... لم تستعجل الأمور، متأنية، صادقة مع نفسها ومع من حولها، لم أنس قرارها المصيري بعدم ترك المدينة مع من تركوها في حزيران من العام سبعة وستين وتسعمائة وألف، حين أراد والدي النزوح إلى عمان،  قالت له:
 
- لن نترك هذه المدينة أنا وأبنائي، هنا ولدنا وهنا نموت...
 
 كانت رابطة الجأش، قوية العزيمة، نافذة البصيرة، متماسكة في أصعب الظروف، شديدة الثقة بنفسها، وتُقدر من حولها...
 
أحبها الجميع، لما كان لها من وقار وكرامة، واحترام للآخرين، ولذلك كان يحترمها كل من عرفها، فهي لم تجادل، ولم تخالف، لم تسئ لأحد أبدا...

الصفحات