أنت هنا

قراءة كتاب بيان الفردوس المحتمل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيان الفردوس المحتمل

بيان الفردوس المحتمل

كتاب "بيان الفردوس المحتمل" للكاتب الفلسطيني عبد عنبتاوي، الذي يقول في مقدمته: "ليس هذا التمهيد مُجرّد مُقدِّمَة لولوج النصّ، بل جزء عُضويّ منه وفيه، فهو عُنصر حيويّ ومُؤسِّس من مَضمونه وشكله، من معناه ومَبناه..

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
تمهيد:
 
ليس هذا التمهيد مُجرّد مُقدِّمَة لولوج النصّ، بل جزء عُضويّ منه وفيه، فهو عُنصر حيويّ ومُؤسِّس من مَضمونه وشكله، من معناه ومَبناه.. فَما يَخْتَلِجُ في هذا التمهيد ليس بمعزلٍ عَمَّا يَعْتَمِلُ في مَضمون هذه الوَصَايا والتأَمّلات وفي مُحتواها، في حركتها وَوِجْهَتها، وبِلُغَةٍ غير مُرَكَّبَة وإِنْ بَدَتْ الفكرة كذلك..
 
كُتِبَتْ هذه «المادة» تدريجيًا، وبتصاعُدٍ لَوْلَبيّ، ونُشِرَ بعضُها تِباعًا، بين السنوات 2009 و 2013، وتصدر اليوم بين دَفَّتيّ هذا الكتاب.. والكتاب هذا هو الأول، وقد يغدو الأخير، أي الكِتاب الوحيد الذي أُنْتِجه.. لأنني لم ولا أسعى لكتابةِ بَحْـثٍ أو دِراسة أو استعراض أو تَأويلٍ أو ترجمةٍ، في أيّ من مواضيع اهتماماتي، لا في الفكر ولا الآداب والفُنون ولا في الإعلام والسِّياسة.. ولَمْ أكتُب تحت وَطْأَة الآنوِيّ واليوميّ مهما بَدا «تاريخيًا»، وإنْ وُجِدَ شيء من هذا، عبر مجموعة مَقالات مُتعدِّدة المواضيع نُشِرَ مُعظمُها، لكنها كانت بمَنْأَى عن الذّهنية الآنوِيَّة.. كما لم أَكتُب «تحت الطلَب»، فقد آثَرْتُ استثمار وقتي وجُهدي فيما هو لا يَقِل أهمية، باعتقادي، أي في ممارسة الحياة حَدّ الثَّمالَة..
 
وإنني إذْ أكتُب لا لأَتجنَّب موتي، إنما لتحديد ملامحه وتقاسيمه كيفما أَشاء.. فأنا لم اُولَد ولا أحيا لأكتُب، بل أَكتُب لأَزداد حياةً وحيويَّة..
 
وقد أَكون هنا أقرب الى النَّحات الفنان أَو الى الموسيقار منه الى الكاتِب، لأنني لا أَعرف حُدودًا للكَمال والاكتمال، ولا نهاية عندي للجَمال، ودائم الحَفْر والنّحت والتَّنقيب عَمّا هو أعمق وأرقى، أجمل وأَفضل..
 
وَبَعْد،
 
لم تَعُد الكلمات تحتمِل كلّ المعاني، وما عادتْ التعابير قادِرة على تحمُّل الفكرة، بعد أنْ ضاقَتْ جُدرانُها واضمَحلَّتْ مساحات الحياة فيها..
 
فعندما تسقط المَنظومات الفكرية والأدبية، أو تَضيق، وتتحوَّل كَثافةُ النُّصُوصِ الى تَحايُل الكلمات على المعنى، وتضْمَحِلّ المَناهج وتُفْسِد النَّمَطِيَّة والنَّسَقية غائِيّات الحياة والعقل.. وعندما تَتَشَظَّى الأشياءُ والكائنات والمَفاهيم، تَغْدو المَعاني أفكارًا ورسائلَ قَصيرة وعميقة، صاروخية ومُباشِرَة.. إِنها الكِتابة المقطعيّة غير المَبْتورَة، في اختزال المعنى، وهي بالتالي شكلٌ مِن أَشكال الكِتابة الاحتجاجية، لكنها أَبعد من مُجرّد الاحتجاج، إلى جانب كل شيء آخر..

الصفحات