أنت هنا

قراءة كتاب بيان الفردوس المحتمل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيان الفردوس المحتمل

بيان الفردوس المحتمل

كتاب "بيان الفردوس المحتمل" للكاتب الفلسطيني عبد عنبتاوي، الذي يقول في مقدمته: "ليس هذا التمهيد مُجرّد مُقدِّمَة لولوج النصّ، بل جزء عُضويّ منه وفيه، فهو عُنصر حيويّ ومُؤسِّس من مَضمونه وشكله، من معناه ومَبناه..

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
نعم للصَّمْتِ صَدى، وما هذه الرسائل سِوى صدى الصمت في مواجَهَة صَدَأْ الكلام..
 
إنها عُصارَة عقلٍ تَخَلّى عن ديباجَتِهِ وآثَرَ العَراء، عُصارةٌ تُحاوِل التَّسلُّل، اختِراقاً، الى معظم مفاصِلِ حياتِنا وفُصول وجودِنا، دونَما استئذان، بالرغم من كَثْرَة الهراء.. وهي أيضًا عُصارة تجربة حياة، ما انفكَّتْ تواصِل هديرها رغم أنف الموت.. وعدم القدرة على تفكيكِ رُموز هذه الوَصايا، ورُؤية خلفياتها واستيعاب وِجهتها، ولا استشعار نسبة المُتفجِّرات الى تضمرها حينا وتُعلنها أحيانًا، لا يعني أبَدًا انتهاء فترة صلاحيّتها أو نَفاد حاجتها، بل ازدياد التأْكيد على ضَرورتِها، ومَدى الحاجة للاكْتِواءِ بلهيبِها، بَحثًا عن احتمالٍ آخر مُختلف للحياة وفيها.. ما يتطلب أنْ تُقرَأْ قراءَةً ما فوق عقلية ومعرفية ونفسية وفكرية، إن لم يكن هُنا فهناك، وإنْ لم يكن الآن فَغَدًا.. وبهذا المعنى، إنما هي مُحاوَلة جديدة ومُتجَدِّدَة لِشَدِّ الرِّحال خارج زَنازين العقيدة، وخارج سُجون القَبيلة، وهي بالتالي وَصايا خارج النَّص، بعدما غَدَتْ الحقيقة مَجازًا وبات المجازُ واقِعًا..
 
فما عادت تعنيني انطِباعات الآخرين، بقدر ما باتت تُؤرِّقُني قَنَاعاتي.. وها أنا أقول لكم صَمْتًا وإنْ بَدا ضَجيجًا، فأكثر اللحظات قيمة هي لحظات الصَّمْت، وكلما ازدادت الحاجة الى الكلام ازدادت الرّغبَة الى الصمت، وتَدَفَّقَت الضرورة للكِتابة..
 
وعلى تُخوم استكمال أسباب وجودي، وبعد احترافي الحياة ومحاوَلة احتواء جُلّ معانيها، بظروفٍ وإمكانات مُرَكَّبة، فإنني أعكف، غير جاهِدٍ، على رسم النهايات وضَبْط إيقاع الرّحيل، بحَيَوِيَّةِ عاشِقٍ للحياة.. فأُطِلُّ الى موتي من شُرفَةِ الحياة، ومن ثَنايا نَصّي، بما يحملُهُ من سيرتي وصورتي، في مُحاوَلة جديدة، وقد تكون الأخيرة، لاحتمال المُستحيل.. فليست هذه النّصوص صَدى ولا انفصام فيها وإنْ بَدا، إنما تنقيب بين الشَّظايا والمَدى..
 
عبد عنبتاوي
 
الجليل - 2013

الصفحات