أنت هنا

قراءة كتاب أيقظ قوة عقلك الخارقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أيقظ قوة عقلك الخارقة

أيقظ قوة عقلك الخارقة

كتاب "أيقظ قوة عقلك الخارقة" للكاتب د.

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
العقل منبع الصحة والمرض والشفاء، ومنبع السعادة والنجاح وتجدد الشباب
 
في الوقت الذي يقوم فيه الرجل الناجح بإنجاز عمله اليومي على خير وجه، يكون واضعاً نصب عينيه الهدف الذي يحلم في تحقيقه. فمعظم الذين صنعوا التاريخ كانوا يحلمون في الوقت الذي كانوا فيه يعملون. انظر إلى نفسك بعين خيالك كأنك تعمل الشيء العظيم الذي تود لو تقوم بعمله حقيقة. واجعل كل واجب عادي تم إنجازه بأمانة تحضيراً لهدفك الحقيقي في الحياة. راقب هدفك وضعه نصب عينيك. ثبت رؤيتك العميقة على نجم في سماء الأمل متألق ثابت.
 
الطائر لا يحتاج إلى دروس في بناء العش. ولا يحتاج إلى دروس في الملاحة الجوية. ومع ذلك فالطيور تطير آلاف الأميال، أحياناً فوق البحار، وليس لديها جرائد أو إذاعة أو تلفزيون ليعطيها النشرة الجوية، وليس لديها كتب وخرائط تُظهر الأماكن الدافئة من الكرة الأرضية، ومع كل هذا «تعرف» متى سيُقبل الطقس البارد وتعرف الموقع الصحيح للطقس الدافئ، ولو كان يبعد آلاف الكيلومترات.
 
الحيوانات لديها غرائز معينة لإرشادها. وإذا حلّلت هذه الغرائز فستجد أنها جميعاً تساعد الحيوان ليكيف نفسه بنجاح مع محيطه، فالحيوانات لديها «غريزة النجاح».
 
الإنسان من جهة ثانية، لديه شيء لا يملكه الحيوان، إنه مخيلته الخلاقة، ولديه عقل فريد ونعمة خاصة، يرقد في داخله عملاق، ينتظر من يوقظه من سباته ويوجهه الوجهة الصحيحة. الإنسان من بين جميع المخلوقات أكثر من مخلوق. الإنسان بخياله يمكنه صياغة أهداف وصور متنوعة وتكوينها. الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكنه أن يوجه آليته «للنجاح» باستعمال المخيلة، أو القدرة على التخيل والتصور.
 
إن كل إنسان قد «خُلق للنجاح»، وكل إنسان لديه اتصال وارتباط بقوة أكبر من ذاته. فمنابع الصحة والسعادة والنجاح تكمن في «العقل الباطن»؛ في قواك اللاشعورية «الوعي الباطن الخفي».
 
وإذا كنت خُلقت للنجاح والسعادة في حياتك، فالصورة القديمة عن نفسك كشخص غير لائق للسعادة، أو شخص «قصد به» أن يفشل، يجب أن تكون خاطئة.
 
إنك لست في حاجة إلى أن تكون مهندساً لإدارة آليتك الحاسبة والمرشدة لتحقيق أهدافك، مثلما أنك لست في حاجة إلى أن تكون مهندساً ميكانيكياً لكي تقود سيارتك، أو أن تكون مهندساً كهربائياً لكي تضيء المصباح الكهربائي في غرفتك. ولكنك في حاجة إلى أن تتذكر ما يأتي:
 
• إن آليتك للنجاح يجب أن تعطى «هدفاً»، وهذا الهدف يجب أن يدرك على أنه «موجود الآن» بصورة واضحة حقيقية أو بالقوة. وحاسوبك العقلي «عقلك الباطن» يوجهك إلى هدف جاهز واضح أو «لاكتشاف» شيء موجود.
 
• حاسوبك الميكانيكي في عقلك الباطن يعمل أو يوجه إلى أهداف جاهزة، ولا يخيّب أملك إذا تبين لك أن الوسائل غير واضحة. فمن وظيفة الآلية الميكانيكية أن تمد «الوساطة» وذلك عند وضعك الهدف المحدود. فكر بالنتيجة والهدف المطلوب، أما الوساطة لتحقيق النتيجة أو الهدف فيعنى بها من قِبَل الوسائل السحرية الخارقة لعقلك الباطن.
 
• المهارة من أي نوع كانت تنمو بالخطأ والصواب.
 
• ينبغي أن تثق بآليتك الخلاقة، وأنها ستقوم بعملها على أكمل وجه، ولا تحصرها أو تضغطها باهتمامك الزائد أو قلقك حول عملها أو عدمه. أو محاولتك دفعها للعمل بعقلك الواعي الظاهر، وعليك أن «تدعها» تعمل وألاّ «تجعلها» تعمل. هذه الثقة ضرورية لأن آليتك الخلاقة تعمل تحت مستوى الوعي الظاهر، وإنك لا تستطيع أن «تعرف» ما يدور في الباطن تحت السطح بالإضافة إلى أنّ من طبيعتها أن تعمل تلقائياً حسب الحاجة الحاضرة.
 
إنها تعمل عندما تعمل أنت وعندما تضع لها مطلباً من خلال أعمالك. يجب ألا تنتظر العمل - حتى ترى البرهان - بل يجب أن تعمل كأن الهدف أو المطلب حاضر هناك، وسوف يظهر ويتحقق. وكما يقول إمرسون: «قم بالعمل وسوف تحصل على القوة».
 
عندما ترى عقلياً الأشياء التي ترغب فيها - وتراها بصورة واضحة - فإنك تقدم وتضع أمام العقل الكوني والذكاء اللانهائي (جوهر الحياة) صوراً لأفكارك ونيّاتك، مثل التربة الخلاقة للأرض، فإنه يميل حالاً - حسب نواميسه الكونية - إلى أن يبرزها ويشكلها ويكوِّنها.
 
وعندما نسير في اتجاهاتنا المختلفة نأخذ معنا تخيلاتنا وتصوراتنا ونيّاتنا إلى كل نشاط نقوم به. لذلك يجب أن نفكر بصورة إيجابية ومركزة للأفكار التي نرغب في أن نحققها في تجاربنا وحياتنا، تاركين إتمامها وإنجازها للذكاء القدسي اللانهائي. إننا لا نخبر جوزة البلوط كيف تنتج شجرة بلوط، لكن يجب أن نزرع جوزة البلوط، إذا رغبنا في شجرة بلوط.
 
بتصورنا الجمال والانسجام والسلام الذي نرغب في تجربته وتحقيقه، وبإعطاء قوة حيوية لهذه الصورة الباطنة من إيمان وعاطفة وشعور وقبول، نكون قد أكّدنا تحقيق رغباتنا وتطلعاتنا واقعياً، وهذا قانون روحي طبيعي نتيجة لإرادة الاختيار التي وهبنا إياها الله سبحانه وتعالى، فالطريقة الوحيدة للشفاء والصحة والعافية وتحسين مجال حياتنا هي تحسين الصورة الباطنة لتصوراتنا وأفكارنا.

الصفحات