أنت هنا

قراءة كتاب الجامعة العربية والعمل العربي المشترك 1945-2000

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجامعة العربية والعمل العربي المشترك 1945-2000

الجامعة العربية والعمل العربي المشترك 1945-2000

كتاب "الجامعة العربية والعمل العربي المشترك 1945-2000"، هذا البحث الذي قام على تحليل النصوص بغية استكناه دور هذه المنظّمة وفهم مسارها وإدراك غايتها يهدف أساساً إلى سد نقص طالما صاحب مثل هذا النوع من الدراسات من قبل فئتين من الباحثين هما فئة المنتقدين لدور ج

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 1
المقدمة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
 
لم تتأثر منظمة سياسية بالمتغيرات الإقليمية والدولية مثلما تأثرت جامعة الدول العربية، فهي تقوى بقوة النظام العربي وتماسكه وتضعف بضعف هذا النظام، فهي المقياس الذي تقاس به قوة وضعف علاقات الأقطار العربية بعضها ببعض، وبينها مجتمعة ودول العالم الأخرى، فهي الوحدة في غياب الوحدة الحقيقية بين الأقطار العربية وهي حالة الانفصال مع وقوع الوحدة. تجتمع فيها تناقضات الدول العربية كلها في نفس الوقت هي المكان الذي تتوحّد فيه هذه الأمة عند مجابهة الأخطار.
 
صمدت طيلة خمسون سنة أمام أعتى الهجمات على الأمة العربية وبقيت كأن وجودها من ضرورات الواقع العربي، سفهّت أحلام المستعمرين في أن تكون مطيّة لأغراضهم وبوقاً لسياساتهم فأصبحت السيف الذي تشهره الأمة العربية في معاركها السياسية والحربية، تدافع عن القضايا العربية في المحافل الدولية والتجمّعات الإقليمية، وفي الصحافة ووسائل الإعلام، وفي إطارها تقرر الأمة العربية مصير هذه المنطقة بكاملها.
 
واليوم والنظام العربي يتعرّض لأخطار الذوبان نتيجة للضغوط التي يتعرض لها من قبل النظام الدولي تبدو الجامعة العربية رغم قصورها كأنها خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الأخطار، فوسائل الاتصال لم تعد مثل السابق، لقد غزت الأقمار الصناعية والشبكات الفضائية بقاع العالم قاطبة، وأصبحت المعلومات في متناول الجميع، ومن هؤلاء المواطن العربي، وعلى الجامعة العربية ودولها أن تبرهن على نسق آخر من الكفاح يختلف عمّا ألفناه في السابق وسيلته اليوم الفكر والكلمة، ومجاله العالم بأسره.
 
وعالم اليوم أصبح أكثر ارتباطاً من الناحية الاقتصادية، ويعمل النظام العالمي الجديد على الزّج بالدول النامية ومنها الدول العربية في نظام اقتصادي غير متكافئ الأمر الذي يحتّم على الجامعة العربية ودولها الاستعداد لهذا النوع من الكفاح، ولا يتأتى ذلك إلا بخلق تكتلات اقتصادية تستجيب لطموحات المواطن العربي وتلبّي ما يفرضه النظام العالمي من ضغط على المجموعة العربية. وميدان الحرب انطلق اليوم إلى الفضاء الكوني، والعرب اليوم أمامهم فرصة الخروج من دائرة الحلم في هذا المجال إلى دائرة الواقع، ولا يتأتى ذلك إلا بحصر الكفاءات العلمية ورصد الأموال، وتغليب المصلحة العامة على المصالح القطرية الضيقة. وعالم اليوم يحاربنا حرباً غذائية، ونسمع كل يوم عن زيادة في أسعار هذه المادة أو تلك وعلينا أن نوظّف التقنية العالية في مجال الزراعة إذا أردنا أن نحقق الاستقلال في هذا المجال، وأن نستغلّ مصادر المياه والتربة التي حبانا الله بها استغلالاً يعود بالفائدة على أقطارنا.

الصفحات