أنت هنا

قراءة كتاب مجنون ساحة الحرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مجنون ساحة الحرية

مجنون ساحة الحرية

"مجنون ساحة الحرية" مجموعة قصصية تتألف من 14 قصة رشحت لجائزة القصّة والرواية الأجنبية في صحيفة الإندبندت عام 2010، وجائزة مزانك أو كنوز العالمية عام 2010؛ يمثل حسن بلاسم - قاصاً وشاعراً، وكاتب سيناريو - تياراً متميزاً في الأدب العربي، ذلك أن (واقعية) بلاسم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
أتى صوت الشاب من خارح الغرفة: فد دقيقة·· عيني أبو أركان···
 
عاد الشاب هذه المرة وهو يحمل شوال الرؤوس الذي أخذوه من سيارة الإسعاف· سد الجميع أنوفهم بسبب عفونة الكيس· طلب الرجل البدين مني أن اجلس أمام اللافتة السوداء، أحسست أن ساقيّ قد شلتا· لكن الرجل البدين سحبني من ياقة قميصي بعنف· عندها دخل رجل أعور آخر، ضخم الجثة، وأمر البدين بأن يتركني لحالي، وكان هذا يحمل في يده بذلة عسكرية· جلس الأعور قربي وهو يضع ذراعه حول كتفي مثل صديق، وطلب مني أن أهدأ· أخبرني بأنهم لن يذبحوني إذا تعاونت معهم، وصرت طيب القلب· لم أفهم جيداً معنى (طيب القلب) هذه·  أكد لي بأن الأمر لن يستغرق سوى  بضع دقائق· أخرج الأعور من جيبه ورقة صغيرة وطلب مني أن أقرأها· بينما قام الرجل البدين بإخراج الرؤوس المتعفنة وقام بصفها أمامي· كان مكتوباً في الورقة بأنني ضابط في الجيش العراقي، وأن هذه الرؤوس هي لضباط آخرين، وكنت قد قمت برفقة زملائي الضباط بمداهمة البيوت واغتصاب النساء وتعذيب المواطنين الأبرياء، وكنا نتلقى الأوامر بالقتل من ضابط كبير في الجيش الأمريكي، مقابل مكافآت مالية كبيرة·  طلب مني الأعور أن أرتدي البذلة العسكرية· أمر المصور الجميع أن ينسحبوا إلى خلف الكاميرا· ثم تقدم مني وأخذ يعدل رأسي مثلما يفعل الحلاق·  بعدها عدّل صف الرؤوس· ثم عاد خلف كاميراته وصاح:
 
تفضل!!
 
كان صوت المصور من أكثر الأصوات ألفة على أذني· ربما كان  يشبه صوت ممثل شهير· أو كأنه صوت الأستاذ حين يجهد نفسه في التحدث بهدوء مصطنع· بعد تصوير شريط الفيديو، لم ألتق بأفراد الجماعة أبداً،  عدا الشاب الذي كان يجلب لي الطعام· وكان هذا يمنعني من طرح أي سؤال· وفي كل مرة يأتي لي بالطعام يلقي علي مزحة جديدة عن الساسة ورجال الدين· كانت أمنيتي الوحيدة أن يسمحوا لي بالاتصال بزوجتي· كنت أخبىء بعض النقود لليوم الأسود في مكان لا يخطر على بال الجن نفسه· لكنهم رفضوا ذلك بشدة· أخبرني قائد المجموعة الأعور أن كل شيء يتوقف على نجاح شريط الفيديو· وقد تحقق ذلك فعلاً بسرعة كبيرة أدهشت الجميع· لقد عرضت قناة الجزيرة شريط الفيديو· سمحوا لي بمشاهدة التلفزيون، وكانوا ينطون يومها من الفرح· حتى إن الرجل البدين قبلني من رأسي، وقال إنني ممثل عظيم· وقد أثار غضبي مقدم الأخبار في قناة الجزيرة الذي أكد للمشاهدين بأن القناة تأكدت عبر مصادرها الموثوقة من صحة الشريط، وبأن وزارة الدفاع اعترفت باختفاء الضباط· بعد نجاح عرض الشريط، أخذوا يعاملونني بطريقة كانت أكثر من جيدة· اعتنوا بطعامي وفراش نومي، وسمحوا لي بالاستحمام، حتى توج تكريمي في الليلة التي باعوني فيها للجماعة الثانية· دخل الغرفة ثلاثة رجال ملثمين من تلك الجماعة، وبعد أن ودعني الأعور بحرارة، انهال علي الرجال الجدد بالضرب ثم كبلوني وكمموا فمي، وحشروني داخل صندوق سيارة، انطلقت بسرعة مرعبة·

الصفحات