أنت هنا

قراءة كتاب ملوك الرمال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ملوك الرمال

ملوك الرمال

"ملوك الرمال" تتناول هذه الرواية مواجهة بين عناصر لا عسكرية من جيش نظامي (الجيش العراقي) ومجموعة من بدو الصحراء تشكك الدولة في ولائهم لها، الراوي هو أحد أفراد الجيش النظامي، وهو الناجي الوحيد من مجموعته، ويسجل أحداث تلك المغامرة على لسانه.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
-2-
 
فجر اليوم التالي كنت سمعت نفير البوق الذي انفجر مع صبغة السماء الغسقية، وهنالك كان ضوء خفيف يرتسم في أفق الصحراء البعيد· لقد تجلت السماء شاسعة زرقاء حيث تومض نجوم الفجر المتوهجة، وبين الرمال كانت خيام الجنود ترتفع بهدوء مثل نُدُبٍ كثيرة على وجه أبيض· ما هي إلا لحظات حتى أخذت الصيحات تتعالى من كل مكان تقريباً، لم أكن أميز مصدر الصوت ولا اتجاهه، كنت استيقظت بسرعة كبيرة، فضربت غطاء اليطغ (2) الثقيل بقدمي ونهضت سريعاً لأرتدي البدلة الخاصة بميدان المعركة، فشعرت ببرودة الصباح وهي تقرص وجهي، ويخشخش تحت قدمي رمل بارد، تمازجه من حين لآخر طلقات مدوية تأتي من السواتر الأمامية·
 
في الجانب الآخر من المعسكر شاهدت نوعاً من النشاط المحموم للحرس الذي يجلجل ببنادقه، والجنود الذين يغتسلون بطشوت الماء البارد، وجلبة سيارات الزيل الثقيلة التي تعبر نحو الضفة الأخرى من الهضاب الرملية المتوهجة، بينما انبعثت من المستودعات القريبة رائحة الفحم والبارود والرطوبة الكثيفة·
 
وبدأت بارتداء ملابس الميدان في الخيمة مع الصخب العالي الذي يأتي من كل مكان، ارتديت على عجل بدلتي المرقطة، وبسطاري، ووضعت الذخيرة في جعبتين على خصريْ، وتحسست الحربة إلى جانبي، ورشاشي، وارتديت القلنسوة الكاكية على رأسي، وهرعت راكضاً نحو السياج المقابل لخندق ضابط الاستخبارات، بينما كانت هنالك طائرة هليكوبتر تحط في مهبط السمتيات، وهي ساحة كبيرة فيها مصابيح في الأرض وأقراص فسفورية حمراء لتساعد هبوط الطائرات الهليكوبتر عليها·
 
فجأة خرج ضابط الاستخبارات الصموت وبمعيته ثلاثة من الحرس الخاص كأنهم بمشيتهم يعزفون جنازاً· وهنالك مجموعة من الحرس ينفخون بشيء من العنفوان في الأبواق إيقاع نفير· توقف الضابط بطريقة مصطنعة بعد أن شطر الفوج شطرين عند نقطة قريبة من خندقه، ثم أخرج من جيبه ورقة، وقرأ علينا أسماءنا للالتحاق بدائرة الاستخبارات الواقعة في الخطوط الخلفية·
 
كنا تسعة جنود ونقيباً مفتول العضلات له جسم رياضي، من الواضح أنه سيكون قائد المهمة·
 
 توقفنا خارج الفوج وشكلنا فصيلاً خاصاً، ثم اصطففنا أول الأمر عند أكياس الرمل المقابلة للخنادق، بينما دخل النقيب الذي رشح ليكون آمر (3) فصيلنا إلى الخيمة مع ضابط الاستخبارات، ليتداولا في أمور المهمة، بعد ذلك خرج الضابط وحيداً ليأمرنا أن نهرول بسرعة نحو مهبط سمتيات، يقع على مسافة مئتي متر من آمرية المعسكر(4)· وكان علينا أن ندخل، ونحن نهرول، بين عنابر التموين، حيث تجمع عشرات من الجنود الذين يحملون البنادق ويرتدون الخوذ الحربية وهم يدخنون، وهنالك بضعة جنود آخرين كانوا ينقلون مظاريف قنابل المدفعية والصواريخ إلى الجهة المقابلة· وصيحات الحرس تعلو كلما مرت بهم سيارة أحد القادة وهي في الغالب سيارة جيب، وفيها ضابط كبير برتبه الحمراء وبيريته الكاكية يتفقد القطعات (5) وهو يدخن· وكلما تقدمنا كنا نسمع بشكل أقوى خفق ريش مروحة الطائرة الهليكوبتر كأنها طبل تدمدم في الفضاء، ومصابيحها الأمامية كانت تتوهج وتخبو بالتناوب·

الصفحات