أنت هنا

قراءة كتاب ملوك الرمال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ملوك الرمال

ملوك الرمال

"ملوك الرمال" تتناول هذه الرواية مواجهة بين عناصر لا عسكرية من جيش نظامي (الجيش العراقي) ومجموعة من بدو الصحراء تشكك الدولة في ولائهم لها، الراوي هو أحد أفراد الجيش النظامي، وهو الناجي الوحيد من مجموعته، ويسجل أحداث تلك المغامرة على لسانه.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
-6-
 
لقد عرفنا في الظهيرة قصة مهمتنا كاملة، ولكن ليس قطُّ من الضباط ، ولكنْ من تهامس الجنود في الثكنات أو في المطعم، وهي الآتية:
 
قبل خمسة أيام ذهب ثلاثة من ألمع ضباط الاستخبارات للاستطلاع عند تل أحماد من الجهة الغربية الشرقية من العراق، حيث من المحتمل أن تدور معارك ضارية مع قوات التحالف هناك، وكانوا يحملون كمية كبيرة من المال، ومعهم مجموعة صغيرة من الحرس، وقد أوقع بهم البدو من بني جدلة بكمين، وتم قتلهم وسلبهم أسلحتهم وأموالهم·
 
يقال إن الأموال التي معهم هي هدية من الجيش لبني جابر أعمام بني جدلة وكلاهما من بطون آلـ مضر، وبنو جابر معروفون بموالاتهم الدائمة للدولة، وتعتمد الاستخبارات العسكرية عليهم في رصد عمليات التسلل أو جمع المعلومات المهمة اعتماداً كاملاً، بل كان بعضهم يدخل ويخرج من حدود الدول المجاورة مع إبله مثل أي بدوي آخر، ولكن مهمته الحقيقية هي جلب المعلومات الأساسية من هذه الدول المجاورة·
 
غير أن بني جدلة كانوا يعيشون بطريقة مختلفة، فهم على العكس معروفون في كل المنطقة بأنهم أكثر القبائل البدوية كلها تمرداً، وهم الأكثر عنفاً سواء مع القبائل الأخرى أو مع القوات الرسمية، كما أنهم لم يكونوا قط على وفاق مع أعمامهم من بني جابر، ولأسباب غير معلومة بطبيعة الأمر، فلا أحد يمكنه أن يتخيل أن هذا التمرد هو للتمرد ذاته، وكان رأي الاستخبارات، وهو رأيهم على الدوام، أنهم ربما يعملون لصالح جهات أخرى، وكان تساؤلهم الأول: هل استطاع الأميركان تجنيدهم عن طريق وسطاء من الدول الحليفة لأميركا؟
 
من جهة أخرى لم تكن عمليتنا هي الأولى التي أرادتها الاستخبارات العسكرية ضد بني جدلة، فبعد مقتل الضباط العراقيين الثلاثة نفذت الهليكوبترات العراقية مباشرة عشرات الطلعات على المنطقة، ولكن من دون جدوى، فبنو جدلة قد اختفوا بين التلال الرملية مثل إبرة في القش، وإن ضربت الهليكوبترات الحربية بعض التجمعات البدوية في الصحراء ظناً منهم أنهم من بني جدلة، إلا أنه اتضح فيما بعد أن هذه التجمعات كانت لقبائل أخرى، بل إن الطائرات أخطأت هدفها وقتلت عشرين رجلاً من بني جابر، كانوا هم أيضاً يبحثون بين تلال أحماد عن بني جدلة، لأسرهم وتسليمهم للحكومة، أو لقتلهم·
 
وهكذا وصل عدد القتلى من البدو في الأسبوع الأول إلى أكثر من ستين رجلاً، لم يكن منهم غير اثنين من بني جدلة، ولم يكونا مطلوبين مباشرة للقوات العسكرية، إنما كان المطلوب الأول هو جساس بن مخيمر، وهو شاب في العشرين من عمره، متزوج من كمرة من آل طعمة، يقال إنه هو الذي ذبح الضباط الثلاثة وسلبهم مالهم وأسلحتهم، يعاونه أربعة من أبناء عمومته، غالب بن عبود بني جدلة، وجويد بن شمران بني جدلة، وغريب حويط بني جدلة، ومناحي حواس بني جدلة·

الصفحات