أنت هنا

قراءة كتاب الأمواج

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمواج

الأمواج

رواية الأمواج التي نقدمها بالعربية الآن للقراء كانت قد صدرت في عام 1931 فاعتبرها النقاد تحدياً للقراء لأنها كلها مكتوبة بلغة شاعرية مرهفة، حتى أن بعض هؤلاء النقاد قال إن الرواية بأسرها هي بمثابة قصيدة شعرية طويلة· كانت فرجينيا وولف تصاب بالجنون بين فترة وأخ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10
قالت رودا كل سفني بيض، لا أريد تويجات حمراً من زهور الخطمي الوردية أو زهور الجيرانيوم· أريد تويجات بيضاً تعوم عندما أميل بطاستي· لديّ الآن  أسطول يسبح من ساحل إلى ساحل، سأُسقط غصناً في الماء كقارب نجاةٍ لبحار يغرق، سأُسقط حصاة لأرى فقاعات تتصاعد من أعماق البحر، نيفيل قد ذهب؛ وسوزان قد ذهبت؛ جيني في حديقة الخضراوات تجمع التوت مع لويس ربما· لديّ وقت قصير أبقى فيه وحدي، بينما تضع الآنسة هدسون دفاترنا على منضدة الصف· لديّ أمدٌ قصير من الحرية· لقد التقطتُ كل التويجات الساقطة وجعلتها تعوم· وضعتُ قطرات من مطر في بعضها، سأقيم فناراً هنا، من رأس زهرة أليس البيضاء الفواحة، وسأهز الآن الطاسة البنية من طرف إلى طرف حتى تمخر سفني عباب الأمواج· بعضها سيغرق· بعضها سيرتطم بالمنحدرات الصخرية الشاهقة· سفينة واحدة تبحر لوحدها· تلك هي سفينتي، إنها تبحر في كهوف ثلجية حيث ينبح دب البحر ويهز الستلكتايت سلاسل خضراً· الأمواج ترتفع؛ عبابها يتلوّى؛ انظروا إلى الأنوار على الصواري· السفن تفرقت، السفن غرقت، إلا سفينتي، فهي ترتقي صهوة الموجة وتمخر أمام الإعصار فتصل إلى الجزر حيث الببغاوات تثرثر والطيور الزاحفة···
 
قال نيفيل أين برنارد؟ سكّيني لديه، كنا في سقيفة الأدوات نصنع الزوارق، ومرت سوزان من الباب، فرمى برنارد زورقه وذهب خلفها وأخذ معه سكيني، السكين الحادة التي تقص عارضة قعر المركب· برنارد يشبه السلك المعلق المتدلي، يشبه زر الجرس المعطوف، يطن دائماً· إنه كالطحلب المتعلق خارج النافذة، مرة رطباً، وأخرى يابساً· إنه يتركني وراءه في حالة إحباط؛ إنه يتبع سوزان؛ فإذا بكت سوزان يأخذ سكيني ويحكي لها حكايات· المدية الكبيرة إمبراطور؛ والمدية المثلومة عبد زنجي· إني أكره الأشياء المعلقة؛ إني أكره الأشياء الرطبة· أكره التسكع وخلط الأمور بعضها ببعض· الآن يقرع الجرس وسوف نتأخر· الآن يجب أن نترك أدوات اللعب· الآن يجب أن ندخل جميعاً معاً· الدفاتر وضعت جنبا ًإلى جنب على منضدة الجوخ الأخضر 
 
قال لويس أنا لن أصرِّف الفعل، إلى أن يلفظه برنارد· أبي رجل مصرفي في برسبين Brisbane في أستراليا وأنا أتكلم بلكنة استرالية· سأنتظر وأقلد برنارد· إنه انكليزي، كلهم أنكليز· أبو سوزان قسيس، رودا ليس لها أب، برنارد ونيفيل من أبناء الذوات، جيني تعيش مع جدتها في لندن، إنهم الآن يضعون أقلامهم في أفواههم، يمصونها· الآن يدعكون دفاترهم ويتلصصون بأنظارهم نحو الآنسة هدسون، يعدون الأزرار البنفسجية في ردائها· برنارد في شعره جذاذة خشب، سوزان في عينيها سيماء حمراء· كلتاهما محتقنة احمراراً· لكن أنا شاحب؛ أنا أنيق، والبنطلون القصير الواسع المزموم عند الركبة الذي أرتديه مشدود بحزام ذي حية نحاسية· إني أعرف الدرس عن ظهر قلب· إني أعرف أكثر مما سيعرفون على الإطلاق· أعرف في النحو دروسي عن الحال والتذكير والتأنيث؛ بوسعي أن أعرف كل شيء في الدنيا إذا شئت· لكني لا أرغب أن أقف أمام فصل الدراسة وأتلو درسي· جذوري مظفورة الخيوط، كألياف في أصّ الأزهار، ظفراً متيناً في أرجاء العالم· 

الصفحات