أنت هنا

قراءة كتاب رفرفات العنقاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رفرفات العنقاء

رفرفات العنقاء

تتناول الكاتبة د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
ولم يتوقف الأمر عند ذلك· فبعد وصولنا من المطار إلى بيت شقيقي في (مصر الجديدة) بدقائق قليلة، حملت حقيبة يدي واتجهت إلى باب البيت· وعندما لحق بي شقيقي حسام قائلاً:
 
- إلى أين أنت ذاهبة يا إلهام؟
 
- أريد رؤية القاهرة· قلت بعنجهية الأطفال، عديمي التجربة·
 
ضحك شقيقي، وقال:
 
- القاهرة مدينة كبيرة يا إلهام· سوف تضيعين إن أنت ذهبت وحدك·
 
وكان ظني أن القاهرة بمساحة مدينة نابلس، أستطيع أن أتجوّل فيها وحدي وأعود وحدي إلى بيت شقيقي· طبعاً، اكتشفت خطئي لاحقا عندما عشت في المدينة وتعرّفت إليها أكثر·
 
وكان شقيقي حسام قد رتب لي موعداً مع أساتذته في كلية الطب كي يجروا لي العملية· ولم تمض أيام على وصولي إلى القاهرة، إلا وكنت قد أدخلت إلى المستشفى (مستشفى هيليوبوليس) في مصر الجديدة، حيث أجروا لي العملية· وأكثر ما أذكر من تلك التجربة هو أناقة المستشفى ونظافته، وشدة لطف الأطباء المصريين، وروح الدعابة العالية لديهم· فقد كانوا يدخلون إلى غرفتي كل صباح يشيعون الفرح فيها، سواء بلطفهم وتعليقاتهم، أو بنكاتهم· ولكنني أيضاً أذكر خصلات شَعري التي كانت تتساقط على المخدة طيلة الوقت، بحيث تبدو وكأنها مخدة ثانية فوق المخدة الأصلية بسبب من البنج الذي تم حقنك به قبل العملية كما قيل لي· وأعتقد أنني خسرت كثافة شعري العالية منذ ذلك الوقت، وفي تلك العملية·
 
وإذ كان الأطباء قد وضعوا مادة الجبص حول جذعي الأعلى وكتفي اليمنى وذراعي اليمنى بعد العملية، وذلك لمنع انزلاق ذراعي مرة أخرى من مكانها، أصبحت مثار معاكسات المصريين لي، ونكاتهم تجاهي، سواء وأنا في الشارع، أو أنى ذهبت· ففي روح الدعابة العالية المشهور بها المصريون، كانوا، كلما كنت أمشي في الشارع، يأتي أحدهم وينزلق داخل ذراعي المرفوعة بحيث يبدو وكأنني أحتضنه بها، ويقول بمسرحة كاملة:

الصفحات