أنت هنا

قراءة كتاب رفرفات العنقاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رفرفات العنقاء

رفرفات العنقاء

تتناول الكاتبة د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
في بيت الخالة، تعرضت لأولى موجات الثقافة التي عشتها تباعاً أثناء دراستي في القاهرة· فقد كانت القاهرة، وبالتالي بيت الخالة سميرة، يعج بأفواج من القيادات السياسية والثقافية العربية· وكان معظم هؤلاء إما مبعدين من بلدانهم، أو هاربين من قبل أنظمة تلك البلدان، التابعة للاستعمار في حينه· ومثلهم مثل سميرة، كانوا لاجئين سياسيين في المدينة· وكان (عبد الناصر) يمنح حق اللجوء لكل مناضل ملاحق من قبل النظام في وطنه· وكان بيت الخالة سميرة يعج بهم، خصوصاً بعد ساعات الغروب، وهو التوقيت المفضل في الثقافة المصرية للبدء بالنشاط الاجتماعي اليومي·
 
كما تعرفت إلى معظم الشخصيات الثقافية والسياسية في القاهرة آنئذ· وكانوا إما مصريين، أو من بلدان عربية أخرى، - أذكر من بينهم: الإعلامي المصري (أحمد سعيد) -· كنت استمع إليهم في نقاشاتهم السياسية المحتدمة بين من هم أعضاء في حزب البعث العربي الاشتراكي، أو من هم من حركة القوميين العرب، أو من (الناصريين)، أو من ذوي التوجهات السياسية الأخرى· وكما أذكر لم يكن من بينهم شيوعيون· فقد قام (عبد الناصر) بسجن الشيوعيين عندما تخوف من خططهم بالاستيلاء على السلطة في مصر، كما قيل آنذاك، وذلك رغم علاقته الجيدة مع (السوفييت)، ودعمهم له· كما كان الشعر يصدح في البيت عندما يتواجد في الجلسة شعراء، وكانوا كثراً· أذكر منهم قراءات خالتي سميرة وكمال ناصر، وصلاح عبد الصبور وعبد المعطي حجازي الشعرية· وكنت أعجب بخالتي سميرة كيف كانت تقف نداً في مجالستها لهؤلاء الرجال، تبدي رأيها أمامهم، وتحاجّهم في آرائهم·
 
كما تعرفت إلى الجانب الحيوي من شخصية جدتي· فقد كانت، هذه الجدة، - وهي شبه أمية قراءة وكتابة بسبب زواجها في سن مبكرة من جدّي، العلاّمة كما قيل لي (محمد زكي أبوغزالة) -، تجلس مع هؤلاء الضيوف الرجال، السياسيين المثقفين، وتكون شريكاً حيوياً في النقاشات الدائرة بينهم، سواء أكان النقاش يتناول السياسة، أو الأدب، أو الثقافة· كما كانت، هذه الجدة، مولعة بالنشاطات الثقافية الفنية التي كانت تجري في المدينة· فكنا، وبمبادرة منها، نحضر معظم المسرحيات والقراءات الشعرية والباليه والسيمفونيات، سواء في دار الأوبرا أو في أحد المسارح المتعددة، وغير ذلك من نشاطات امتلأت بها القاهرة في تلك الفترة، وما زلنا نضحك كلما تذكرنا ما قامت به في يوم، وقد كنا جالسين في المسرح نشاهد إحدى المسرحيات، ويجلس في المقعد الخلفي للمقصورة شقيقي حسام، وأنا، عندما التفتت إليه وقالت:

الصفحات