أنت هنا

قراءة كتاب سفر السرمدية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سفر السرمدية

سفر السرمدية

رواية "سفر السرمدية" تعد عملاً إبداعياً رائعاً، يحاول فيه الكاتب عبد الخالق الركابي تقديم نموذج عراقي للرواية ما بعد الحداثية عن طريق مزواجته بين المدى الروائي والمدى اللاروائي وهو الواقع، كما أن المحتوى يدور أو يختزل طابع الحياة العراقية الصميمة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
يتمفصل عنوان (سفر السرمدية) في متن الرواية عبر عنوانين فرعيين: >سفر الأزلية< و>سفر الأبدية<· تقع الرواية الأساس في >سفر الأزلية< فقط ويقع نقل الرواية في >سفر الأبدية< فقط· هذا التوزيع جزء من لعبة التصميم: إذ إنّه يفصل بين مَنْ يوجد في غرفة السيطرة (التوجيه والتحكّم) ومَنْ يوجد خارجها·
>سفر الأزلية< هو كتاب الماضي الذي لا بداية له· الأزل هو الزمان الذي ينبغي ألا تكون له بداية· وفي صيرورته يتحول إلى ماضٍ وهو ذلك الزمان الذي له بداية (لا تزال في طور التخمين) وهكذا يمكننا أن نرى نهاية >الأزل< بوساطة الماضي الذي يُدْمَج فيه بعد تجاوزه لا بدايته· نهاية الأزل تقع خلف الخط المسمى >الآن<:
ما إن تشرع الرواية بالإنوجاد حتى تفنى في الأزل· وإنها لكي تحيا لا تحيا إلا في الإشارة فقط، والذي يشير إليها هو الآن الذي يهرب دائماً إلى الأمام حيث الأبد· في عنوان >سفر السرمدية< يكمن التوعّي وهو الآن الذي يشير، وهو يهرول، إلى المستقبل الذي لا نهاية له (سفر الأبدية) نحو العربات الثلاث (اللعب - الحب - الألم) التي تكوّن (سفر الأزلية) وهكذا نكون بإزاء نُصيص رئيس: وهو حاوي كتاب المطلق (سفر السرمدية) يتفرّع منه حاوي الرواية (سفر الأزلية) وحاوي ناقل الرواية (سفر الأبدية)·
وتوضّح الخطاطة الآتية توزيع الأغلفة:
إن >السرمدية< بهذا الاتجاه ليست فعلاً تتمفصل فيه الروايتان: رواية اللامحسوس (الخيالي) ورواية المحسوس (الواقعي) بل هي إشارة إلى اللامحدود· إنها كمثل تلك الأم التي تتركنا نلعب بالقرب منها، من دون أنْ نفكر في تحديدها· إنها فيض يتجاوز عقولنا· غير أنّ هذه الإشارة بحساب علم الإشارات (السيميولوجيا) ينبغي أن يكون لها وجود ما في هذا العمل، وإلا ما عُدّت إشارة· وسنجد ذلك الوجود الإشاري في نهاية الرواية حيث تُمحى الكتابة وتتسرّب السرمدية بعدها عن طريق البياض الذي ينتظر إلى ما لا نهاية· ذلك البياض الذي ما إنْ يُعلّم بالكتابة حتى يمحوها وهكذا·
إن وحيد حلمي (مُعاين الأثر) الذي تمكّن من فكّ شفرة اللعبة، ومن ثَمّ الوصول إلى سفر الأزلية (الفصل الرابع) إنما يحيلنا على بياض مفتوح هو جزء من الزمن السرمدي لا جزء من الزمن النسبي:

الصفحات