أنت هنا

قراءة كتاب أصل الهوى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أصل الهوى

أصل الهوى

رواية "أصل الهوى"؛ قالت له، بعدما اغتسلت وارتدت ملابسها بسرعة، إنها سترجع إلى طليقها، فهذا أفضل لها ولطلفها. سيغادران إلى عمّـان قبل الحرب ومنها إلى الولايات المتحدة، فطليقها يحمل الجنسية الأمريكية.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
- بيزنيس إز بيزنيس·
قال لها بإنجليزية ملحّنة، مائلة، مرحة على طريقة البلطجيّةفي المسلسلات المصرية· نظرتْ في ساعتها وهزّتْ رأسها موافقة· سألها عن اسمها· قالت له شيئًا قريبًا من سو يانغأو سو تشيانغ· انهمك في معاينة أقراص الـدي في ديدون أن ينظر إليها· قالت له إنه يستطيع أن يناديها ماري· لم ينتبه لما تقوله· أتعبته الكثرة الجميلة المشتهاة وهجمة العري الوفير المحتشد عليه في الأغلفة المستنسخة صورها، كما الأقراص المستنسخة· اختار قرصًا بعينه لأن الشقراء البهيّة الصقيلة التي تتوسط غلافه، تغمز بعينها، مرسلةً نظرة غائمة بريئة على غير ما يتوقعه المرء من النساء على شاكلتها، وتعبث بأصابعها بحلمتي ثدييها الصلبيْن المشدوديْن الكبيريْن بفجاجة، وقد افترشا الغلاف بتبجح فاتن ومثير، أعجبته أكثر من النساء على الأقراص الأخرى، مع أنه كان يعلم، بخبرته، أن النساء على أغلفة الأفلام المستنسخة نادرًا ما يكنّ موجودات في الداخل·
ثديا ماري شبه ممسوحين، أقرب إلى نتوءين تعرّضا لانخساف مفاجئ· صغيرة كانت، في أواخر العشرينات· لكنها لم تكن جميلة· ليست جميلة أبدًا، بتلك السحنة المغولية والبنية الأقرب إلى التقزّم والممتلئة على نحو غير منظم، حيث الكتف كأنها جزء من الصدر، والصدر يلتحم مع الخصر دون تقسيم واضح· على أن شيئًا واحدًا فيها أثاره: أصابع قدميها؛ فقد كانت جميلة على نحو لا تدلّ عليه هيئتها· من أين لها بها؟ كانت دقيقة ومنمنمة، كأصابع طفلة لم تتجلّد ولم تتحرشف بعد· ولعلّها كانت واعية إزاء هذه الصفة الجمالية اليتيمة فيها، إذ انتعلتْ صندلاً مفتوحًا، تنفستْ من فتحته العريضة أصابعها براحة، كما شذبتْ أظافرها وطَلتْها بلون خمري ذي نسيج مخملي·
لفت انتباهه أيضًا أنّ قدميها كأنهما غير مستخدَمتيْن، إذ لا أثر لأي خطوط أو شرايين نافرة عليهما· كانتا، في صفائهما، قريبتيْن إلى أقدام دمى عرض الملابس النسائية في المحال التجارية· وهو يحبّ أقدام تلك الدمى التي تقف مائلة أو تلك التي تكون مستلقية على أرضية واجهة العرض، تستعرض فتنتها بالشورت أو بلباس البحر، دون أن يغفل أصحابها عن أن يطلوا أظافرها بلون الفوشيا الفاقع· وهو يحب أيضًا بشرة الدمى البلاستيكية، يحبّ سيقانها الانسيابية، فلا شعر، لا دوالٍ تضطرّ معها إلى استخدام جوارب الضغط الطبية، ولا السيليوليتالمقزّز· ويحبّ أكثر أن يرى الدمى صلعاء وعارية، بأثدائها المثلثّة المدبّبة وخصورها الضامرة، التي تنطبق الأكف حولها، وأردافها الدائرية الصغيرة، المضمومة، النافرة، وهي أمنية تتحقق في موسم السيلز، حين يُشلّح الباعة اللبنانيون الوسيمون ذوو الشعور الطويلة، المعقودة إلى الخلف في ذيل قصير، والذقون الخفيفة والقمصان المفتوحة على صدور حليقة، بينما يمضغون العلكة، نساءهم الواقفات أو المتمدّدات في الواجهات الأنيقة، واضعين إزارًا خفيفًا حول خصورهنّ يحمل شعار التنزيلات دون أن تنتصب حواسهم أو يفقدوا ثباتهم في مواجهة أكداس من اللحم البلاستيكي·

الصفحات