أنت هنا

قراءة كتاب جلالة السيد غياب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جلالة السيد غياب

جلالة السيد غياب

مجموعة شعرية جديدة تحمل عنوان «جَلالَةُ السيِّد غِياب»  للشاعر السعودي ماجد مقبل، تحتوي على قرابة ستين قصيدة. ونقرأ في إحدى قصائد الكتاب الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت:
لأجلَكِ أنتِ يحطُّ الحمامُ على راحتيّ

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
والآنَ عقلي كيف أرجِعُهُ
 
وقدْ أضحى رماداً بَعدَ نارْ··؟
 
منْ يُعوّضُني غيابكْ··؟
 
نفّذتِ حُكمَ القتلِ واثقةً؛ ألقيْتِني باليَمّ
 
- لو أبقيتِ لي جذعاً منَ الأملِ البسيطِ أهُزهُ -
 
أبقيتِ لي يأساً يكبّلني؛ وسخطاً ما يُزلزلني
 
وقافلةً من الألمِ الذي لا ينتهي··!
 
هلْ أنتِ راضيةٌ··؟
 
ماذا تركتِ لسالفِ الأيامِ من ذكرى
 
وأنتِ يا امرأتي بعيدة··؟
 
لو كنتُ أعلمُ بابتعادِكِ لم أكنْ
 
حتى صَكَكْتِ تواصلي
 
ورميتِهِ عَرْضَ الجدارْ
 
وقطعتِ حبلَ مَوَدّتي
 
أورَثتِني حالاً بوارْ
 
جَسَداً نحيلاً كادَ يقصِمُهُ نسيمُ الفجر
 
عقلاً تبخّرَ في احتمالِ بَرَاءَتي:
 
هلْ كُنتُ مُذنِبْ··؟
 
وهل اقترَفتُ خطيئةً معها ليَصفعَني الغيابْ
 
هلْ رَحلَتْ بلا شتمٍ ولا لعنٍ ولا حتى عِتابْ··!
 
أأسْتحقُّ تجاهلي··؟
 
هلْ أسْتحقُّ تجاهلاً يُغري الوفاةَ بأنْ تُعَجّلَ وقتها
 
وأموتُ في النسيانِ لا ألقى جوابْ··؟
 
والآنَ كوبُ سعادتي قدْ زلَّ
 
سَهواً منكِ أو مني / تكسّرَ وانتثرْ
 
والآنَ مَنبُوذاً مشيتُ على الشواطئِ
 
أساعدُ موجها بالدّمعِ
 
ننحتُ ذكرياتٍ - سَوفَ تُمحى - في الصخر
 
ولقدْ رأيتُ سَعادتي كَبُرَتْ
 
ألْبَسْتُها دَوماً ثيابكْ
 
وَوَقفتُ مُنتظراً لرُؤيتها
 
يومينِ / أرْبعُ / خمسُ أيامٍ وعشرْ
 
وأنا أؤمّلُ في إيابكْ
 
وَوَجَدْتُ أنّ سَعادَتي ملْقيةً بَينَ الوَسائِدْ
 
وتغطُّ في نومٍ عميقْ - نظرْتُ من شِقٍ ببابكْ -
 
لو كنتُ أعلمُ ما يكونْ: لقفزتُ من وقتي
 
إلى وقتٍ قريبٍ قبلَ أن ألقى عذابكْ
 
وكتبتُ في التاريخِ بالخطِ العريضْ:
 
ملعُونٌ
 
وملعُونٌ
 
وملعُونٌ
 
وملعُونٌ غيابكْ··!

الصفحات