أنت هنا

قراءة كتاب كهوف هايدراهوداهوس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كهوف هايدراهوداهوس

كهوف هايدراهوداهوس

رواية "كهوف هايدراهوداهوس"؛ لا إسقاطات من الأساطير في نص هذه الرواية. لا إعادة صوغٍ لإنشاء أسطوري. هي ائتلاف من مكوّن السرد الحكائي والمحاروة في مسرح المأسوة القديم، تديره كائنات أسطورية من أمة السنتور، في محالة لتصويب الواقع بإعادته إلى خياله.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
مامن رؤيا أَمْلَتْ عليَّ هذا الطلبَ، أيتها الهوداهوس الأميرة، يازوجتي الناطقة من بصرها ـ بصرِ الكهوف الأكثر كمالاً· لقد أمْليتُ رؤيايَ عليَّ وأمْلَيْتُ، ماأريدُ، على رؤيايَ· لاحلم يبقى مُلْكَ اثنين، وحدهما، في هذا المجلس، بعد اليوم، قال ثيوني ذو العباءة القصيرة، المنحدرة بمخملها الأصفر من كتفيه على ظهره ـ ظهرِ الجواد والآدميِّ المتصلين·
 
عَرِقتْ يدا أنيكساميدا· لطالما سَرَدتْ على زوجها النصفَ الذي تحلمه، ولطالما سردَ عليها زوجُها النصفَ الذي يحلمه· هذا إن حَلما، مثلهما مثل مخلوقات هايدراهوداهوس، وإن لم يحلما تواعدا أن يعتصرا، مايقدران على اعتصاره، بيَدِ النوم، من عناقيد الليل الناضجة، أبداً، في الفصول كلها· تعثَّر خيالُها بصوتها قليلاً، وتعثَّر صوتُها بحطام السرِّ الذي تناثر في المجلس: رأيتُك جريحاً بلا ألم· كنتَ تروي فكاهةً لكاهن الطواحين، الهوداهوس كيدرومي وهو يأكل قِثَّاءً· لقد ناديتَهُ، مرتين ـ بعد ذلك ـ باسم أُورْسِيْنْ، قالت الأميرة· حَمْحَمت حَمْحمةً خافتةً وهزَّت ذيلها الأسودَ، الملتمعَ الشَّعر من زيت زهرة عبَّاد الشمس·
 
غريب هذا، قال الأمير وهو يمضغ زهرةَ قَرْعٍ مخلَّلة· النصف الذي عندي بهيجٌ· كان كاهن الطواحين معي· نعم· لكنه يعدُّ على أصابع يديه الإمارات التي يريد أمراؤها الدخول، طوعاً، في شرعِ هايدراهوداهوس ـ شرع التسليم بتحنيط الموتى بدل حَرْقهم· الحَرْقُ يُكْثِر اقتحامَ الأرواح للأمكنة المحظورة: العقلِ· الهيكلِ الذي يتزوَّد فيه الأمراء برؤيا الكهوف المفقودة· مخادع النساء ابتسم: لانريد شركاءً في خلواتنا واستدار إلى زوجته: نصفُ حلمي بهيجٌ· لا· ربما ليس بهيجاً على نحو ما أريد· كنتُ أتمنى أن يسترسل أمراءُ التخوم الحجرية في عنادهم، وحَمْحَمَ بقوة، فتلمس الجالسون أطرافَ الخوان· منذ بلغتْ سلالتُنا الذُّروةَ في شؤون تدبير الحروب لم نعد نجد مَخْرَجاً من ذلك· الحروبُ تمرينٌ عقليٌّ لاستدراج النَّفْس إلى صُلْحٍ مع القَلَق· بين كل حرب وأخرى فسحةٌ لا تُعَوَّض ـ لأنها فسحة بين حرب وأخرى ـ من أجل ترتيب العقل نَفْسِه ترتيباً أشبه بأعمدة هايدراهوداهوس: إنها لاتسند سقوفَ كهوفنا فحسب، بل تسند الدورةَ المفقودة للنِّظام السماوي الثابت· بين حرب وأخرى تلزمنا فسحةٌ للتفكير في حرب جديدة، أكثر كمالاً· وهؤلاء الأمراء يعودون بي إلى الضجر، أيها الهوداهوس الخُلصاء حَمْحَمَ في خفوتٍ· حَمْحَم الجلساءُ ـ أهلُ البأس· أين أنِسْتوميس؟، سأل الأميرُ بالتفات من رأسه على جهاتِ الخوان· ماذا قلتِ أيتها الأميرة؟· كنتُ أنادي كاهن الطواحين باسم أورْسِيْن· أين أَنِسْتُوْمِيْسْ لتتدبَّر لي معنى هذا الاسم؟

الصفحات