أنت هنا

قراءة كتاب كهوف هايدراهوداهوس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كهوف هايدراهوداهوس

كهوف هايدراهوداهوس

رواية "كهوف هايدراهوداهوس"؛ لا إسقاطات من الأساطير في نص هذه الرواية. لا إعادة صوغٍ لإنشاء أسطوري. هي ائتلاف من مكوّن السرد الحكائي والمحاروة في مسرح المأسوة القديم، تديره كائنات أسطورية من أمة السنتور، في محالة لتصويب الواقع بإعادته إلى خياله.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
الكائنُ، الذي يتأمَّل كائناً آخر مثلَه ناقصَ الأعضاء، هو بلا ذاكرة· لديَّ رسومٌ في الكهف الثامن من مقاصير فيفلافيذي: طيور لا أجنحة لها· لا أذيال· متواجهةٌ صفوفاً يتأمل أحدُها الآخر على نحوٍ لا يُطاق، قالت أنستوميس· عبرتْ خيالَها ريحٌ قَلِقَةٌ إذْ تذكَّرتْ، فجاءةً، اللوحَ المُهَشَّمَ، الذي يحمل نَحْتَ الكائنات الواقفة، كلٌّ منها، على ساقيْن·
 
صهل خانياس: نحن الهوداهوس ذاكرةٌ فقدها كائنٌ ما فظلَّ بلا ذاكرة· إنه كائن يدور على نَفْسِه في ذاكرتنا نحن· لا نعثر عليه لأننا نفقد مكانَهُ في دورانه على نفسه، وهو لايعثر علينا لأنه موجود داخلَ ما يحاول العثور عليه قال، فأخرسَهُ الأمير: أريد مهرِّجاً ياخانياس· لم تعد لكَ ذاكرةُ مهرِّج
 
دخلت حمامة من كوةٍ في أعالي الكهف· حوَّمت قليلاً وحطتْ على ظهر الأمير: أعطِني بعض حبوب ممَّا في حقيبتِك، أيها الهوداهوس الكاهن، قال، فانتقلت حفنةٌ من بذور القمح، عبر الأيدي، حتى وصلت إلى يد المزيِّنة سافينوس· نثرتِ الأنثى النقيةُ البياض الحبوبَ قرب صدر الأمير· مشت حمامةُ الزَّاجل فوق ظهره، ثم قفزت فحطت على كتفه اليمنى، ثم نزلت لتنقر الحبوبَ· طوَّقها الأمير بيديه في رقَّةٍ فاستسلمتْ لهما· حَمَلها بيدٍ، وفكَّ بالأخرى الخيطَ الأزرقَ الذي شدَّ إلى ساقها ريشةً بيضاء صغيرة· شمَّ الريشةَ: هذه من صَدْرِ طير الألباتروس· إنها رسالةُ الميناء: لقد وصل الهوداهوس الملاحون بالمعادن من مناجم جُزر لُوْثان، قال، وأرخى يديه عن حمامة الزَّاجل، فواصلت نَقْر الحبوب·
 
نهض الأمير عن السدَّة الوثيرة· نهضت المزينتان، والحاضرون· تهيأ الحرسُ من حول صحن الكهف في خوذاتهم الحديد الشبيهة بأقنعة تصل حتى أنوفهم· اهتزت شواربُهم الكثيفةُ المفرطة في طولها، في وجوههم الحليقة اللحى· نزل الأميرُ الدرجتين· وقف برهةً: كل اثنين منكم سيسردان لي، منذ صباح الغد، حُلُماً، قال، فسقطت كلماتُه كرصاص مصهور فوق الرؤوس· صهلوا صهيلاً ملجوماً، مُمَزَّقاً، مذعوراً، مرتجفاً· نطق الكاهنُ:
 
ـ الحلمُ لونٌ· إن كشفناهُ أَهنَّاهُ، أيها الهوداهوس الأمير·
 
سأهيْنُ اللونَ، قال الأمير· اهتزتِ الأدراجُ التي تقف عليها الحقائقُ في خيال مخلوقات الهوداهوس: لايُقسِمونَ إلاَّ باللون· لا يتضرَّعون إلاَّ إلى الإله ـ اللون·
 
أنت، أيها الهوداهوس الكاهن، وتابعُك الوفيُّ الهوداهوس تِيْتُوْنا، ستكونان طليعةَ من يتشرَّفُ صباحي أن يصغي إلى حلمهما· سنعطيك لقبَ كاهن الصباح أيضاً، ياكاهن الطواحين، قال الأمير، فتبلبل لونُ الكاهن·
 
مشى الأمير يواكبُه المحاربون بخناجر على مقابضها نَقْشُ السنبلة والحوت· خرجوا من الكهف الأعظم إلى حدائق الصَّخر فتلقَّاهم الموسيقيون، تحت الشمس، بالمزامير والقياثر·

الصفحات