أنت هنا

قراءة كتاب عطرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عطرية

عطرية

رواية "عطرية" للكاتب السوري ابن الجولان معتز أبو صالح؛ الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت عام 2004، نقرأ منها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
(أ)
 
كان اسمه مرجان· أمضى شبابه باحثًا عن الحبّ، عشق الكثير من النساء لكنه لم يجد فيهنّ المرأة التي كان يحلم بها· عندما ضاقت به إمبراطورية عِشقِه هجرها وهام في أحضان الطبيعة، كي يتوحّد مع فتاة أحلامه التي لم يعثرعليها خارج خياله؛ تلك الفتاة الّتي كان على يقين أنه لن يلقاها· لكنّه حين تخيّلها رسم فيها شيئًا من كلّ امرأة عرفها·
 
ذات يوم جلس على ضفّة النهر· أغمض عينيه واستسلم لخرير المياه، ثم راح يداعب فتاة أحلامه في مخيّلته· انحنى فوق وجه النهر الهادئ وحملق في الماء· ارتعش إذ لم يعثر على صورته، بل رأى وجه حبيبته الخياليّة متموّجًا تحت سطح الماء· داهمه السؤال: هل تحبّني مثلما أحبّها؟ انتفض من مكانه ومشى بين الورود التي لبست ضفّة النهر، وراح يقطف منها·· كلّ مرة وردة من نوع مختلف، يستنشق عطرها ثم ينزع تويجيّاتها واحدة تلو الأخرى ويرميها على وجه النهر ويقول: تحبّني!·· لا تحبّني!، وظلّ هكذا حتى قطف من جميع أصناف الورود· وعندما انتهى من نزع تويجيّات الوردة الأخيرة تحوّل إلى وردة وجفّ النهر·
 
بعد سنين طويلة، مرّت في نفس المكان فتاة حائرة تفكّر بحبيبها الذي هجرها· راحت تمشي بين الورود وتتحسّسها بيديها· قطفت وردة وأخذت تنزع تويجيّاتها وترميها إلى مجرى النهر الجاف وتقول: يحبّني!·· لا يحبّني!، وعندما نفدت التويجيّات انكشف لها قلب كانت تحضنه الوردة· وفجأة، جرت المياه في النهر من جديد، وانبثقت من ضفّتيه ينابيع من العطور صغيرة، كلّ ينبوع برائحة نوع من الورود التي نمت هناك· لكن الغريب أنّ العطور كانت تتحوّل إلى مياه عادية حالما تغادر أفواه الينابيع·
 
تلك هي أُسطورة ينابيع عِطريّة الأُسطورة التي عاشت من جيلٍ إلى جيل مع الأغنية التي عشّشت في قلوب الناس:

الصفحات