أنت هنا

قراءة كتاب جسور وشروخ وطيور لا تحلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جسور وشروخ وطيور لا تحلق

جسور وشروخ وطيور لا تحلق

صدرت رواية "جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" للفلسطيني أنور حامد، في طبعتها الأولى سنة 2010م، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وزين الغلاف بلوحة فنية من تصميم حنين حامد من فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
(1)
 
كان ثلاثتهم يجلسون إلى طاولة الغداء في المطبخ المطل على الحديقة: أنّا، سيدة في حوالي الخامسة والأربعين ترتدي بنطلون جينز رماديا وبلوزة قطنية سوداء· شعرها قصير مصبوغ بلون كستنائي يقترب من لونه الأصلي، وترتدي نظارة طبية أنيقة·
 
نورا، ابنتها التي تجاوزت العشرين بسنة أو سنتين، ترتدي الجينز هي الأخرى وبلوزة بيضاء من دون أكمام· شعرها يميل إلى اللون الأشقر، ولكن خصلاته المجعدة تضفي شيئا من الغموض على الصورة العامة، خاصة وأن عينيها عسليتان بينما بشرتها بيضاء تكاد تكون اسكندنافية·
 
أما الجدة ماريا فقد شارفت على السبعين، وإن كانت الحيوية التي تطل من نظرتها التي لا تستقر على بقعة معينة توحي بحالة من النشاط والاهتمام بأمور الحياة بكل تفاصيلها التي ربما لا تتناسب مع هذه السن·
 
- لقد حاول بائع الخضار أن يغشني كالعادة، تصوروا·
 
قبل أن تكمل ماريا جملتها قاطعتها أنّا قائلة: مرة أخرى، أليس كذلك؟ يبدو أن بائع الخضار هذا لا يغش أحدا إلا أنت·
 
لم يعجب هذا التعليق ماريا، فقالت موبخة ابنتها: أنا واثقة أنه يغشك أنت أيضا، ولكن يبدو أن هذا لا يعنيك، فأنت ثرية، أليس كذلك؟ المشكلة أنك رغم ذلك لم تستطيعي توفير ثمن شقة تقيمين فيها مع ابنتك، وتنتظرين مني أن أوفر لكما السكن إلى الأبد·
 
نورا لم تعلق واكتفت بالابتسام، فهي تحاول دائما التزام الحياد حين تتجادل أمها وجدتها حول أي شي وكل شيء· هي تدرك أن أمها ليست سعيدة، وربما تنفس عن إحساسها بالكابة من خلال مشاحناتها مع والدتها· هي أيضا مقتتعة أن جدتها طيبة، وإن كان سلوكها لا يقنع أحدا بذلك·
 
واصل الثلاثة ارتشاف حساء الجوياش، أو ما يسميه الأجانب جولاش، وهو حساء مكون من الخضار ولحم البقر المتبل المسلوق، كثيرا ما تتناوله العائلات المجرية نهاية الأسبوع، وتتبعه بالـ pancake الشهير الذي يسمونه بالمجرية بلاتشنتا والذي تشبه عجينته عجينة القطايف لكن حشوته أكثر تنوعا، وتتراوح بين المربى بأنواعه والجوز وعجينة الكستناء، كما يرشه البعض بسائل الشوكولاتة وقليل من الـRum، وفي المطاعم الراقية يشعلون الـ Rum أمام الزبون، فيكون المنظر مثيرا، كما يكسب الـ بلاتشنتا طعما خاصا·

الصفحات