أنت هنا

قراءة كتاب جسور وشروخ وطيور لا تحلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جسور وشروخ وطيور لا تحلق

جسور وشروخ وطيور لا تحلق

صدرت رواية "جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" للفلسطيني أنور حامد، في طبعتها الأولى سنة 2010م، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وزين الغلاف بلوحة فنية من تصميم حنين حامد من فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
(3)
 
- لقد فعلنا كل ما باستطاعتنا·
 
هذا ما قاله عامر يومها، ولم يزد حرفا، أما أنا فلم أدرك ما كان يعني·
 
- ماذا تقصد؟
 
- لا جدوى، أنّا· يجب أن نعترف أننا فشلنا· يجب أن لا نعذب أنفسنا أكثر من ذلك، ولنضع حدا لمعاناة الطفلين أيضا·
 
إذن فهمت الآن، بدأت دموعي تنساب على خدي· لم تفاجئني كلمات عامر وإن كنت رفضت التسليم في البداية·
 
- أخبرني، هل هناك امرأة أخرى في حياتك؟
 
ضحك عامر بمرارة وقال: لا تكوني غبية· ليت الأمر كان بهذه البساطة·
 
- فكر في عمر ونورا· لماذا لا نستطيع أن نعيش ببساطة كالآخرين؟ هناك الكثيرون غيرنا يعيشون في زواج مختلط·
 
قاطعني عامر قائلا: نحن أيضا صمدنا أكثر من عشر سنوات· ربما كان ذلك مريحا لك· نعيش في بلدك، الطفلان يتحدثان لغتك ويحفظان أشعار بلدك وحكاياتها، وبين الفترة والأخرى ربما خطر ببالهما أن لهما وطنا آخر· أهل بلدك يتوقعون مني أن أتحول إلى مجري خالص لأعيش بانسجام هنا، ولكني لا أستطيع أن أكون فلسطينيا خالصا مع أن الزيت والزعتر يجريان في عروقي بدل الدم، فكيف أكون مجريا خالصا؟
 
ساد الصمت لفترة، ثم خطرت ببالي فكرة، كنت مستعدة لأي شيء من أجل إنقاذ الوضع·
 
- ماذا لو انتقلنا إلى بلدك؟ سيتعلم عمر ونورا العربية ونصبح جزءا من وطنك·
 
لا يبدو أن الأمر يروقه فقد هز رأسه قائلا:
 
- سيكون الوضع مشابها ولكن بشكل معكوس، ولن تحل المشكلة· كنت في البداية أعتقد أننا نربط بين عالمين أينما عشنا· للأسف كل ما تحقق في السنوات العشر الماضية أنني فقدت كل ذرة انتماء إلى هذا البلد الذي طالما أحببته· إذا بقيت هنا فسوف أفقد ذاتي· منذ زمن بدا الأمر رومانسيا ومثيرا: ياسلام، ما أجمل أن تكون جسرا بين عالمين ! الآن كل ما بقي هو مرارة الفشل·

الصفحات