أنت هنا

قراءة كتاب جسور وشروخ وطيور لا تحلق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
جسور وشروخ وطيور لا تحلق

جسور وشروخ وطيور لا تحلق

صدرت رواية "جسور وشروخ وطيور لا تحلّق" للفلسطيني أنور حامد، في طبعتها الأولى سنة 2010م، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وزين الغلاف بلوحة فنية من تصميم حنين حامد من فلسطين.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
خرج من تلك الغرفـة شخـص قصـير القامة بدأ الشيب يغزو شعره في سن مبكرة، ونظر إلي بفضول وسألني إن كنت بحاجة إلى شيء· قلت له إنني أريد التحدث للأخ سهيل·
 
- أنا سهيل·
 
قال، فأخذتني المفاجأة وحاولت تعريفه بنفسي بطريقة لا ترتكز إلى رابط القرابة بيننا، فلم أكن أرغب أن يكون هذا أساسا لعلاقتي المستقبلية معه؛ لأنني لم أكن أعتبر ذلك مقبولا·
 
إذا تعاطف معي سياسيا وإنسانيا فمن الممكن أن يساعدني دون أن يورطني ذلك بالتزام سياسي لا أريده ودون أن يتورط هو بالاعتبارات العشائرية التي لا تعنيني وآمل أنها تتعارض مع مبادئه·
 
سأكتشف لاحقا أن ذلك ليس سهلا، فبمجرد أن عرف شباب فتح بأن مدير المكتب ساعدني بدأوا يحومون حولي، ثم وجه لي أحدهم السؤال بصراحة: متي ستلتزم؟
 
- ألتزم بماذا يا روح أمك؟
 
- بفتح طبعا·
 
- وبأي مناسبة؟
 
- بمناسبة أنك منحة منظمة تحرير·
 
- أنت قلتها بلسانك، منحة منظمة تحرير لا منحة فتح·
 
- وما الفرق؟
 
صدمني سؤاله الأخير، ولكني توقفت عن مناقشته، وحين علم سهيل بمضايقاته ومضايقات أمثاله وبخهم جميعا، فتركوني وشأني، في الشهور الأولى على الأقل·
 
أدخلني سهيل إلى مكتبه وسألني إن كان بإمكانه مساعدتي·
 
قلت له أعرفه بنفسي: أنا أخو أم علاء، ولكن أرجو أن لا يعني ذلك لك كثيرا· حضرت من تركيا التي كنت أدرس فيها بسبب ظروف سياسية وإنسانية وأكاديمية معقدة، وأرغب بالدراسة هنا، فهل تستطيع مساعدتي؟
 
- أفصح·
 
في الساعات الثلاث التالية استمع سهيل إلى قصة حياتي، وفي نهايتها تولد لدي شعور أن لي صديقا في هذا البلد الغريب·
 
لم نكن قد ناقشنا فرص الدراسة وتعقيدات المنح بعد، ولكنه دعاني إلى الغداء في بيته القريب من المكتب، حيث تحدثنا في كل شيء، من السياسة إلى الثقافة إلى المواضيع الاجتماعية، واكتشفت أن هذا الإنسان قريب مني إلى درجة لم أحلم بها·
 
لم نبحث في تفاصيل الدراسة، ولكني شعرت بأمان منذ هذه اللحظة·
 
قبيل حلول الظلام أوصلني في سيارته إلى السكن الطلابي الذي يقيم فيه أخي عماد، وطلب مني الحضور إلى المكتب في اليوم التالي·

الصفحات