أنت هنا

قراءة كتاب الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

الغــــــرب بين الإزدهار والإنهيار

تقييمك:
4
Average: 4 (4 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
الانهيــــــار
 
أســباب .. وتداعيــات
 
بسم الله الرحمن الرحيم
" فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالم ".. صدق الله العظيم
(سورة الأنعام -44) 
إطـــلالة
على الجانب الآخر من حياتهم
فقدان الفرد للشعور بالأمن
الاحساس الدائم بالوحدة والغربة
والآن وبعد أن استعرضنا مدى الازدهار المادي الذي تحقق للولايات المتحدة الأمريكية كممثلة ورائدة للمعسكر الغربي في هذا الشأن.. أرى أن نعيد طرح السؤال الذي طرحناه سابقاً .. وهو هل وفر هذا الازدهار المادي الهائل للولايات المتحدة الأمريكية للمواطن الأمريكي حياة رغيدة فعلاً ؟!.
إن الجواب هو قطعاً لا .. بخلاف ما قد يتصوره الآخرون الذين ينظرون إليه عن بعد .. فلو عبرنا عتبة حياة المواطن الأمريكي .. وتخلصنا من الهالة الخارجية التي رسمها حولها الإعلام الأمريكي .. وروج لها إعلامنا العربي .. لو تم ذلك لوصلنا إلى الحقيقة التي تغاير جميع الصور التي في أذهاننا عن حياة الفرد الأمريكي .. تعال معي لأطلعك على تجربتي الخاصة في هذا المجال عندما زرت الولايات المتحدة في زيارة رسمية في منتصف عقد الثمانينات مع مجموعة من أبناء دول عربية وأجنبية دامت شهرين .. واليك ما يهمنا في هذا المجال لترى معي صحة ما ذهبت إليه.
عندما وصلت مطار واشنطن أصابني الذهول والانبهار .. كما يحدث مع أي زائر لها لأول مرة .. فقد رأينا بساطة وسرعة الإجراءات في المطار .. ودقة التخطيط والتنفيذ في برنامج زيارتنا .. وتطور التكنولوجيا واستخداماتها في الحياة اليومية لهم.. فاجراءات المطار لم تستغرق أكثر من خمس عشرة دقيقة .. لنجد مستقبلينا من الأمريكيين قد اعدوا لنا برنامجاً شاملاً لأدق التفاصيل لزيارتنا : فأماكن إقامتنا في كل مدينة نبيت فيها كانت محجوزة.. وأرقام غرفنا في الفنادق كانت لدينا معروفة .. وأماكن اللقاء مع مسؤولي كل جامعة او هيئة نزورها كانت محددة .. وأسماء أولئك المسؤولين مبينة … وأوقاتنا المبرمج منها والحر أصبحت واضحة .. لدرجة أنني استطعت أن اضع برنامجي الخاص لزيارة مبعوثي الجامعة التي كنت أمثلها والذين يدرسون في الولايات المتحدة بين فقرات ذلك البرنامج .. وأخيرا مستحقاتنا المالية سلمونا إياها على شكل شيكات سياحية لأسباب ستتضح لكم فيما بعد .. وما زاد في دهشتي أنهم أعطونا أسماء العائلات الأمريكية التي سنقضي معهم أمسية عيد الشكر الذي سيأتي بعد ثلاثة أسابيع من وصولنا .. واذكر ان نصيبي كان مع عائلة الدكتور بيرسون الذي يعمل أستاذا في (جامعة بيركلي) في مدينة (سان فرانسيسكو) في ولاية كاليفورنيا .. فقلت في نفسي يومها يا للكرم وحسن الضيافة التي تتمتع بها العائلات الأمريكية .. على غير ما كنت أتوقع .. واستطردت في افكاري “ ويا لهذا المجتمع المتقدم في كل شيء .. في علومه وفي تقنياته .. وفي انسانه وفي حياته .. يا لسعادتهم!!.

الصفحات