أنت هنا

قراءة كتاب القرآن يقوم وحده

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
 القرآن يقوم وحده

القرآن يقوم وحده

القرآن يقوم وحده- 33 قصة تروي إسلام نخبة من علماء الغرب ومفكريه وتأثرهم بالقرآن دون وسيط وإعجابهم بعظمته وتزكيتهم لشخصية النبي (ص).
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2009)

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1
 
يشير الله تعالى إلى عظمة القرآن وتحديه للبشر وهيمنته المطلقة على كل شيء في الكون المنظور، باعتباره كتاب الله الخاتم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، باعتباره الكون المقروء، ليرينا آياته الكبرى في الآفاق وفي أنفسنا، ويهدي الإنسان للتي هي أقوم، في آيات عديدة منها: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. .. وقوله تعالى: وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين .
 
وخلاصة التحدي في هذه الآيات الكريمة، أن الإنسان سيكون عاجزاً على مدى الدهر، أن يأتي بمثل هذا القرآن، وانه في الوقت نفسه سيجد فيه معيناً لا ينضب من الكنوز والمعجزات والعلوم، ويجد فيه من العلم والهدى ما لا يجده في أي كتاب آخر، مما يحتّم عليه أن يؤمن به ويسلّم بهديه القويم وبمصدره الإلهي وبتمامه وكماله المعجز، مقارنةً مع ما يحيطه من كتب وتعاليم، وُجدتْ خلال عصور حضارة الإنسان عبر تاريخه الطويل، مهما كانت مسمياتها ومصادرها. وهذه الحقيقة هي بالضبط، ما أكدها علماء الغرب ومفكروه في عصر النهضة وما بعده، كما سنلمسه جلياً في هذا البحث المتواضع، من خلال قصص إسلامهم وإعجابهم وانبهارهم بمعجزة القرآن الخالدة.
 
إن هذا القرآن - كما سنلمس من خلال تلك القصص الواقعية المختارة، وكما جاء في هدي الكتاب والسنة - هو كتاب الله المعجز ورسالته الخاتمة للناس أجمعين.. وهو كتاب فريد يتحدى الإنسان في كل شئ، في لغته وعقيدته وشريعته وبيانه وعلومه وأسراره، التي لا تنتهي وكنوزه التي لا تنفد، ما وُجد الإنسان على ظهر هذه الأرض، وما دام الصراع قائماً بين الحق والباطل، بين النور والظلمات، بين الإيمان والشرك، إلى يوم الدين، يوم الفصل بين الخلق، ذلك يوم الحساب.
 
ولذلك فهو كتابٌ قائمٌ وحده، يتحدى غرور الإنسان الضال والتائه، ويتحدى الشيطان وحزبه، وكل من يجحد النور والإيمان والحق والعدل، الذي جاء به هذا الكتاب العزيز، ليعم نوره الأرض ويسود السلام في أرجائها، تماماً كما ساد ذلك النور أول مرة، حين كانت حضارة القرآن تحكم الأرض في قرون الخيرية الأولى، وما بعدها من العصور الزاهرة وحتى عهد قريب. ولا يضير كتاب الله الخالد تقاعس المتقاعسين ونكوص الناكصين وجهل الجاهلين، فحين يتلكأ المسلمون في أداء واجبهم تجاه نشر النور الذي نزل به القرآن، ويتقاعسون عن الدور المنشود الذي كلفهم به الله سبحانه، لخلافة الأرض وأعمارها بالخير والإيمان والفضيلة، فان الله قد تعهد بهذا القرآن العظيم، بالحفظ والقداسة والمضي في سبيل التبشير بالرسالة الخاتمة وهداية النفوس الحائرة، إلى الهدف الذي أراده الله من وجودها على الأرض. وشرفها بذلك النور الذي أودعه الأرض المباركة، حين تلألأ من على جبال فاران في مكة في قلب جزيرة العرب حيث غار حراء، أول بقعة زكية مباركة، شهدت نزول كتاب الله المنير، وهو يدعو الإنسان أن يقرأ ويتأمل ويتدبر في هذا الكون الفسيح، ليتجه بروحه وقلبه حيث خالقه الكريم.. ويدعوه بلمسة ربانية حانية أن اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. وهكذا أراد الله سبحانه بمشيئته النافذة أن يقوم القرآن وحده، حين يعجز الإنسان أو يقصّر في أداء الأمانة، وفي دوره خليفة في هذه الأرض لأعمارها وبنائها كما يريد الله سبحانه، لكيلا ييأس المؤمنون ولا يتجبر الطغاة والغافلون، بعد أن تفتنهم الدنيا بما فيها من بهارج ومباهج وأموال وبنين وفنون وعلوم. قال تعالى: إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً . انه كتاب معجز لا ريب فيه ولا شك في الحق الذي جاء به، وان عليه لطلاوة وبه لحلاوة، وانه ليعلو ولا يُعلى عليه، وان أعلاه لمثمر وأسفله لمغدق.. وانه لا يُخلق من كثرة الرد، تلك هي سمات القرآن العظيم، التي يحس بدفئها وإشراقها كل من لامست قلبه آياته ومعجزاته، في الشرق والغرب على السواء.

الصفحات