أنت هنا

قراءة كتاب حوارات في قضايا عربية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوارات في قضايا عربية معاصرة

حوارات في قضايا عربية معاصرة

في كتاب "حوارات في قضايا عربية معاصرة"؛ قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي و

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
مقدمة
 
قبل احتلال القوات الأمريكية البريطانية والمتحالفين معها، لبلد عربي عريق هو العراق، بنحو عقد كامل من الزمان، كانت القضايا الكبرى التي تشغل أمتنا العربية والإسلامية هي نفسها التي تشغلها اليوم: الصراع العربي الإسرائيلي والحلول المطروحة لتسويته أو إنهائه، الحالة العراقية بكل أبعادها المحلية والإقليمية والدولية، الحرية والتحرر، التعليم والتنمية، الديمقراطية أو الشورى، الأمن والإرهاب، وغيرها كثير· وستبقى هذه القضايا تشغل أمتنا خلال القرن الحادي والعشرين أيضا،وإن اختلفت التفاصيل والمواقع والنتائج
 
لقد دفعني هذا التصور العام، إلى إعداد ونشر هذا الكتاب الذي يتضمن حوارات ذات طابع سياسي أجريتها عبر تليفزيون دولة قطر (برنامج: حوار في قضية) مع رؤساء دول وصناع قرار وقيادات سياسية، موالية ومعارضة، حول قضايا تهم كل من يهتم بمستقبل هذه الأمة·
 
في الربع الأخير من عام 1990، عقب دخول القوات العراقية إلى الكويت، أجريتُ سلسلة حوارات سياسية استقطبت جمهوراً عريضاً من المشاهدين على امتداد الساحة العربية التي كان يصلها البث التلفزيوني القطري في ذلك الوقت· ونقلت بعض محطات التلفزيون العربية والأجنبية ( ومنها سي· إن· إن·) أجزاء من حلقات تلك الحوارات، ثم عمدت محطات أخرى إلى اجتزاء مقاطع كان بعضها يدور حول دور الأمم المتحدة وما يجب أن تفعله لمنع توسيع دائرة مسرح العمليات الحربية في المنطقة· كانت بغداد عاصمة الجمهورية العراقية تعيش في منتصف شهر يناير 1991، تحت قصف وحشي مدمر، استخدمت فيه كل أنواع السلاح ولم يقتصر القصف على بغداد وحدها، بل شمل كل أرض الرافدين· كان رأي البرنامج أن الحرب خرجت عن أهدافها المعلنة وهي إخراج القوات العراقية من الكويت، لكن الهدف الذي لم يعلن هو تدمير قدرات العراق وإنهاء دوره في المنطقة وهكذا كان· غير أن البرنامج توقف في 71 يناير 1991م إثر بدء الحرب على العراق· ثم استؤنفت الحوارات بعد غياب لم يطل كثيراً، بمزيد من الحرية والجرأة في تناول قضايا أمتنا بالنقد والتحليل· وكان الهدف أن تؤدي الكلمة دورها في توضيح ما يجري، لماذا جرى؟ وكيف جرى؟ وأين؟ وضد من؟
 
أقول بكل اعتزاز أن تلفزيون قطر كان له السبق في تناول قضايا عربية ودولية هامة يعتبر تناولها في ذلك الوقت من المحرمات· فبعض ضيوف البرنامج كانوا معارضين لأنظمة بلادهم السياسية، ومنهم معارضون عراقيون ومصريون وبحرينيون وفلسطينيون وجزائريون· ولم يكن ذلك أمرا عاديا في وسائل إعلام دول مجلس التعاون الخليجي· فكثرت الاحتجاجات على البرنامج رسمياً وشُنت عليه حملة منظمة من داخل الوطن العربي وخارجه، شاركت فيها صحف أمريكية وبريطانية وفرنسية إلى جانب بعض الصحف في الوطن العربي·
 
ورغم كل الحملات التي شُنت على هذا البرنامج لإيقافه أو الحد من حريته إلا أن صانع القرار في قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لم يلق بالاً لتلك الحملات انطلاقاً من إيمانه بالمبدأ القائل إن الكلمة الحرة تبني ولا تهدم
 
ولم يكن تلفزيون قطر قد أخذ مكانه على القمر الصناعي العربي (عرب سات) ليصل إلى جمهور أوسع في عالمنا العربي ليرى ثمار حرية التعبير بالصوت والصورة في بيئة حالكة السوادفي المنطقة· وكانت الحوارات المذاعة أشبه بمناظرات ثقافية فكرية لا تتضمن فواصل إعلانية تقطع على المتلقي انسياب المعلومة بصورة متكاملة إليه وتجلت حرية التعبير بالكلمة والصورة بعد ذلك بظهور نجم قناة الجزيرة التي اصبح إرسالها يغطي القارات الخمس، وتضم كوكبة من الخبراء الإعلاميين العرب، فتميزت بمهنيتها واتساع مدى حريتها في التفاعل مع الأحداث·
 
ولا بد لي أن أُنوه في هذه المقدمة الموجزة بأن بعض حلقات البرنامج أو أجزاء منها لم تدرج ضمن سياق هذا الكتاب لأسباب وجيهة، منها تلف بعض الأشرطة بسبب الحرارة والرطوبة الناجمين عن عدم التقيد بشروط حفظها وتخزينها في أرشيف الكاتب· والسبب الثاني عدم وجود فائدة ترجى من إعادة الحديث في مسائل تجاوزها الزمن كالخلافات الحدودية في المنطقة التي تمت تسوية معظمها· والسبب الثالث أن بعض الحوارات كانت تسير بطريقة تعبوية ضد وجود القوات العراقيةفي الكويت
 
و من واجبي أن اعتذر لكل من أجريت معه حواراً لم اضمنه هذا الكتاب، ليس تجاهلاً لفكره أو اعتراضاً على رأيه، وإنما للأسباب آنفة الذكر·
 
كما أوكد أني لم أحذف أو أغير أي رأي ورد في الحوارات، وكل ما فعلته هو إعادة صياغة اللهجات غير الفصحى لتكون في قالب لغوي سليم، إضافة إلي تجنب التكرار والإسهاب الذي يحدث عادة في الحوارات التليفزيونية التي تذاع على الهواء مباشرة· واعترف بتقصيري في تحديد تواريخ بث الحلقات وتسلسلها الزمني·
 
أخيرا، قد يسأل سائل: لماذا يصدر هذا الكتاب بعد نحو عشر سنوات من تاريخ بث البرنامج؟ وأجيب: لأن هذه الحوارات كانت وما زالت تسلط الضوء على نفس القضايا التي شغلتنا وتشغلنا اليوم، كما أنها تستشرف آفاق المستقبل المنظور الذي نأمل أن يكون مشرقاً وعزيزاً يليق بهذه الأمة العريقة·
 
محمد صالح المسفر

الصفحات