أنت هنا

قراءة كتاب أبو الفنون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أبو الفنون

أبو الفنون

تجتمع الفنون جميعها في فن واحد تنضوي تحت عباءته، وتقدّم نفسها في رسالة واضحة الدلالة؛ الوحدة، والتعاضد، والتعاون. تجتمع مكوّناته الأساس لتكون فنًّا واحدًا يخاطبنا، ويمتّعنا. يضحكنا ويبكينا. ينتقد سلوكاتنا السلبية ويثني على الإيجابية.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
تجتمع الفنون جميعها في فن واحد تنضوي تحت عباءته، وتقدّم نفسها في رسالة واضحة الدلالة؛ الوحدة، والتعاضد، والتعاون. تجتمع مكوّناته الأساس لتكون فنًّا واحدًا يخاطبنا، ويمتّعنا. يضحكنا ويبكينا. ينتقد سلوكاتنا السلبية ويثني على الإيجابية.
 
إنّه المسرح؛ هذا الفنّ الذي عرَفه الإنسان منذ فجر التاريخ، وما زالت المسارح الرومانية قائمة على أرضنا تشهد اهتمام الحضارة الرومانية بهذا الفن، الذي خصصت له المسارح بتقنية مدهشة، تغلبت فيها على حاجز الصوت والمشاهدة. لذا كانت المقاعد بترتيبها نصف الدائري، وكانت زوايا (الخشبة) التي تنقل الصوت إلى أقصى مكان في القاعة المفتوحة.
 
وفي بلادنا، غير المستقرة سياسيًّا، وثقافيًّا، واقتصاديًّا، لعب المسرح منذ السنوات الأولى، التي أعقبت نكسة العام 1967م، دورًا تثقيفيًّا ذا أبعاد وطنية، تتعلق بالمحافظة على الهوية، والاتفاق على نهج محدد لمواجهة الواقع الجديد، الذي كان صادمًا للعقلية المتفائلة، وهي تتعامل بالنوايا الساذجة.
 
وقد أدرك القائمون على الشأن الفني المسرحي قيمة فنّهم؛ فكانت العروض المتوالية بمضامينها المتعددة في شكلها، المتحدة في رسالتها، تثبيت الإنسان، وتوعيته، وإمتاعه، ورفع معنوياته، والتبشير بزوال الغيوم المحبطة القائمة في سمائه.
 
وحين نهتم في ندوتنا الأسبوعية، المستمرة منذ العام 1991(ندوة اليوم السابع الثقافية) بالمسرح، نصوصًا وأعمالاً، إنما نؤكد احترامنا العالي لهذا الفنّ الرّاقي، القادر على خلق جمهور ذي قناعات ثقافية ذات أبعاد حضارية.
 
إنه أبو الفنون.
 
من هنا، على الجهات المهتمة- بصدق- بالشأن الثقافي الفلسطيني الاهتمام اللائق به، بمبدعيه، وممثليه، ونقّاده، وأماكن عرضه... لأنه، ببساطة، يمثّل الوجه الحضاري للشعب، وحامل همومه وأحلامه، ففيه المتعة والفائدة، وفيه التربية والتعليم والتوجيه.
 
إنّه عالم قائم بذاته. وحين نفقد القدرة على بناء عالمنا الخاص بنا على أرض الواقع، فلعلّنا ما زلنا قادرين على التخطيط لرسم واقعنا الفنّي على خشبة المسرح، ولا بأس في هذا أبدًا... لأن المهام الكبيرة إنّما تبدأ بأحلام صغيرة، وبرسومات تخطيطية أولية.
 
إبراهيم جوهر
 
(القدس في 10 شباط 2012م).
 
التاريخ يعيد نفسه في مسرحية

الصفحات