أنت هنا

قراءة كتاب تأملات بقدرة خلق الله في مخلوقاته

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تأملات بقدرة خلق الله في مخلوقاته

تأملات بقدرة خلق الله في مخلوقاته

تقييمك:
5
Average: 5 (3 votes)
الصفحة رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
 
مقدمة:
 
في هذا العصر الذي أصبحت فيه التكنولوجيا تنتشر انتشارا سريعا وواسعا، مما زاد من انتشار العلوم في شتى الميادين العلمية، في البر والبحر والجو، و في أعماق الكون والبحار، الذي دفع كثيرا من العلماء للبحث والتنقيب في أسرار كل ما يقع تحت حواسهم، من أصغر شيء في المادة الذرة وأسرارها ، إلى الكون الواسع وما يحوي من أسرار، أبهرت كثيرا من العلماء وقادت الكثيرين منهم إلى معرفة أعظم من في الوجود، الخالق رب كل شيء ومليكه وتوحيده وخشيته.
 
قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (سورة فاطر28).
 
*فكم من علماء في الطب،عندما تعمقوا في أسرار خلق الإنسان، حتى شرحوا كل جزء من أجزاء جسده، تحت أفضل أنواع التكنولوجيا الطبية، ولم يكتفوا بذلك، بل ذهبوا إلى أعماق جسد الإنسان، وهو تحت أجهزة طبية متطورة ، وصنعوا أجزاء صناعية لتحل محل الأعضاء الأصلية في جسد الإنسان، وبدؤوا بزراعة أعضاء من جسد إلى جسد آخر، وأصبحت زراعة القلب مع تطور العلوم أمرا ليس ببعيد عن كثيرا من أطباء العالم، وتفننوا بأنواع التخدير الذي يجعل الإنسان جسدا لا يوجد فيه أي نوع من أنواع الحس، حتى أصبح علما بمفرده لأهميته لإجراء العمليات الجراحية.
 
وقد سهلت التكنولوجيا دراسة مراحل خلق الإنسان في بطن أمه، وكانت المفاجأة أنهم لم يجدوا أي تعارض بين ما جاء به القرآن وما توصلوا له بعد جهد منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنا، إذ أن الله عز وجل ذكرها في القرآن الكريم قبل اختراع المجهر أو أي وسيلة من وسائل التشريح، مما دفع كثيرين منهم إلى أن تنطق كل خلية من خلايا أجسادهم، إن لهذا الكون ربا يعبد، وإن هذا القرآن كلام الله الذي لا يدانيه أي شك، وعلموا أن هذا الإنسان لم يخلق عبثا ولم يترك سدى بل هو خليفة الله في الأرض.
 
قال تعالى :( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُون * فَوَرَبِّ السَّمَاء الأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ) ( سورة الذاريات 21)
 
* وكم من علماء في علوم الأرض عندما درسوا الأرض وما تحوي من أسرار، في جبالها، وأعماقها، وبحارها، وسهولها، وأنهارها، وزلازلها، وبراكينها، وليلها، ونهارها، وغلافها الجوي وما يحوي من أسرار حيرت العقول، فقالت لهم: إن ورائي خالق عظيم ليس كمثله شيء، علموا حقا أن هذا خلق لم يأتِ عبثا بل من رب يعبد.
 
* وكم من علماء عندما درسوا علوم الأحياء بعد اختراع المجهر الإلكتروني، وتعرفوا على أسرار بعض الكائنات الحية وخاصة الدقيقة منها التي أبهرت العقول، حتى أحصوا أكثر من (1800) نوع من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش فقط في الهواء.
 
أما التربة الخصبة فيقول عنها أحد علمائها: إن الغرام الواحد منها يحتوي على بضع مليارات من الكائنات الحية المجهرية، وتنقسم إلى آلاف من الأجناس، وكل جنس له طريقة تكاثره الخاصة به وعالمه ، وان بعضها يتكاثر بسرعة كبيرة جدا حيث ولو تركنا ستة آلاف ميكروب تتكاثر بدون أن تموت تحتاج فقط إلى اثنا عشر ساعة لتكون عدد من الميكروبات يساوي عدد سكان الأرض البالغ ستة مليارات تقريبا .
 
أما اكتشاف عالم الفيروسات قد كشف الغطاء عن خلق صغير في حجمه كبير في أثره على استمرارية الحياة على كوكب الأرض ، حتى حير العقول في عجائبه هذا المخلوق الصغير في حجمه ، الذي لم يتم كشف الغطاء عنه إلا بعد اختراع المجهر الالكتروني ، وبعد تكبيره إلى مليون ضعف حتى استطاعوا رؤيته ، ويقول العلماء : أن ميكروب واحد يستطيع أن يحتوي على عشرة آلاف من الفيروسات ، وتنقسم إلى أنواع كثيرة ، لتكون مسئولة عن كثير من الأمراض التي فتكت في ملايين من البشر على مر الزمن ، حتى في الهند وحدها من فيروس الأنفلونزا كانت حصيلة ضحاياه عام 1905)ميلادي) أكثر من مئة مليون ضحية ، وافريقية تدفع ثلاثة ملايين ضحية كل عام لفيروس الملا ريا يموت منهم مليونين ، أما فيروس القرن العشرين الايدز الذي بعد أن غزى أكثر من ( 40 مليون ) ضحية وقف الطب أمامه حيران ، استحق أن يكون اسمه في القرن العشرين سلاح الدمار الشامل .

الصفحات