أنت هنا

قراءة كتاب المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

المرأة في العصور العباسية دراسة نحوية وأسلوبية

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
المقدمــة:
 
النساء شقائق الرجال والرجال أشقّاء النساء . وقد خاطبهما المولى – سبحانه- بوصف كلّ واحدٍ منهما إنساناً ،فقال :{ يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم }{ سورة الانفطار آية 6 } وقال : { بل الإنسان على نفسه بصيرة } { سورة القيامة آية 14} وقــال : { يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى {سورة الحجرات آية 13 }.
 
فالله – سبحانه – خاطب الإنسان وجعله موضع الخطاب والتكليف ، وأنزل إليه الشرائع لهدايته سواء السبيل، ويحاسبه يوم القيامة بوصفه إنساناً بصرف النظر عن كونه امرأة أو رجلاً ، فالمرأة إنسان كامل الإنسانية ،والرجل إنسان كامل الإنسانية ،ولا يختلف أو يمتاز احدهما عن الآخر في الإنسانية ، وهما بطبيعة فطرتهما التي فطرهما الله عليها مهيّئان للعيش معاً ، وخوض معترك الحياة، حفاظاً على بقاء النوع الإنساني المتوقف على اجتماعهما معاً في كل موقع أو مجتمع، ولا بدّ من اجتماعهما وتعاونهما في الحياة العامة، غير أن هذا الاجتماع وذاك التعاون وإن كان ضرورياً للمجتمع إلا أنه لا يمكن أن يتمّ إلاّ وفق نظام معيّن ينظم طبيعة العلاقة القائمة بين الرجل والمرأة ، هذا النظام تكون الناحية الروحية أساسه والأحكام الشرعية مقياسه لتحقيق القيم الخلقية التي يجب أن تسود النظام الاجتماعي في المجتمع ،فأهلية المرأة بالنسبة للأحكام الشرعية كأهلية الرجل سواء بسواء ،وهذه الأهلية محلٌّ للخطاب والتكليف والاستجابة ، قال تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلخيينّه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانون يعملون}{سورة النحل 97}, والمرأة في المجتمع تشكل حجر الزاوية فيه ،ومسؤوليتها في بناء المجتمع وتغييره والارتقاء به ،وتأثيرها في سلوكه وتوجّهاته مسؤولية جسيمة ، منذ أن يتخلّق وليدها في رحمها إلى أن تضعه، فتسكب في سمعه هدهدات التربية وأبجديات المعرفة ، حتى إذا شبّ عن الطوق وصار طفلاً شكّلته بتوجيهاتها وممارساتها السلوكية ،وقيمها المبدئية.
 
وعليه، فالمرأة إنسان كالرجل تماماً، وأنها مكلفة كالرجل أمام الله، والآيات في ذلك كثيرة ، وميزان التفاضل بين الرجل والمرأة هو التقوى، ولها شخصيتها المستقلة في التملك والبيع والشراء والزواج، والميراث ،ولها حق العلم، وحق العمل، فلا تمنع من عمل شريف تقدر عليه بيعاً وشراءً ،وكتابة ووظيفة ضمن الحدود التي شرعها الله والتي تناسب طبيعتها الأنثوية.

الصفحات