أنت هنا

قراءة كتاب حواء في دبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حواء في دبي

حواء في دبي

رواية (حواء في دبي) الصادرة عن دار الجندي للنشر والتوزيع المقدسية، للكاتب المقدسي سمير الجندي، جاءت بغلاف أنيق عبارة عن بورتريت للفنان الفلسطيني اسماعيل شموط وهي بمثابة رصد اجتماعي لجوانب اجتماعية في الوطن العربي وبعض الوقائع السياسية. نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 3
- ولكنك بالكاد تعرفني أو حتى تعرف شكل وجهي، فما الذي حملك على التفكير بي لهذه الدرجة؟
 
- الواقع انك أسرتني بعينيك وتناسق حركاتك ورائحة العبير المتطاير من أنفاسك الطاغية، وإذا نسيت فلن أنسى جمال صباحك الفتّان.
 
- أين تقيم؟
 
- في دبي
 
- وأنت؟
 
- أنا في "أبو ظبي".
 
- أرجو أن تسنح الفرصة للقاء...
 
- ربما.
 
تمنت لي ليلة سعيدة وأغلقت السماعة بأدب جم...
 
نمت ليلتي أحلم بهذا الصوت الرخيم، كانت تنطق فتطرب ملائكة القدر، وتقترب النوارس من وجه القمر، فينسكب الظل على أبراج المدينة ليعلن عن اخضرار كوكب الزهرة، وتتفتح أبواب السماء كوردة جورية تعانقت مع نسمات نيسان.
 
أول ما فتَّحتُ عينيَّ عليه في صباح اليوم التالي؛ طيفها الذي سكن كل ركن من أركان حياتي، جدار الغرفة المقابل لسريري البارد، خلف زجاج نافذتي الشرقية وقد التف بشعاع الشروق الدافئ، وعلى كرسي خشبي قديم ورثته عن جدي زمن رحيل السنونو قبل نحو من خمس عشرة سنة عشتها وحيدا إلا من الذكريات التي أورثنيها جدي أيضا، وبعض بطاقات صفراء كتبت عليها بقلم أخضر قريب من خضرة الأرض الطيبة التي نسجت جدتي عنها كل الحكايات، لا أتذكر تفاصيل تلك الحكايات؛ لأنني كنت أنام على حجرها كلما بدأت تحكي لي حكاية من حكاياتها، لا أدري كيف كان سلطان النوم يسلبني من بين كلمات جدتي قبل أن تكمل حكاياتها، كان صوتها دافئا ونبراتها كالمخدر الذي يدب في الأوصال فيسكرني لدرجة الثمالة، لم يأتني هذا الشعور منذ رحيل جدتي، حتى أن خضرة الأرض قد تبدلت، أخذت تميل إلى الاصفرار.

الصفحات