أنت هنا

قراءة كتاب حواء في دبي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حواء في دبي

حواء في دبي

رواية (حواء في دبي) الصادرة عن دار الجندي للنشر والتوزيع المقدسية، للكاتب المقدسي سمير الجندي، جاءت بغلاف أنيق عبارة عن بورتريت للفنان الفلسطيني اسماعيل شموط وهي بمثابة رصد اجتماعي لجوانب اجتماعية في الوطن العربي وبعض الوقائع السياسية. نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 9
(3)
 
وفي صبيحة اليوم التالي كان الجو مشرقا لطيفا، فقررت الاتصال بسلمى، تمنيت أن يكون حديثي معها بجمال هذا اليوم البديع، طلبتها غير متردد، انتظرت على نار أحر من الجمر حتى أجابت على هاتفي بصوتها الناعم الرقيق والذي يضفي عليه كل هذا الدفء هدؤها الرائع...
 
قلت لها بأنني قادم إلى " أبو ظبي" فربما تسنح لنا الفرصة لشرب فنجان قهوة معا!
 
ضحكت ضحكة أسكرتني بدلالها، وهي تقول بأنها غير متواجدة في "أبو ظبي" وأنها متواجدة في دبي منذ الأمس!
 
دونما تردد قلت لها في الواقع أنا بمنتصف الطريق إلى أبو ظبي ولا شأن لي بالمكان؛ غير أنني قادم لرؤيتك، ولا بأس من اللقاء في دبي، فوافقت من فورها على اللقاء وهي ما زالت تضحك بلطف شديد...
 
اتفقنا على اللقاء الفعلي الأول، غيرت مسار سيارتي عند أول منعطف صادفني، وعدت أدراجي مستنفذا السرعة القصوى المسموحة لي على طريق أبو ظبي دبي السريع، أشجار النخيل على امتداد الطريق، تضفي عليه سمة من سمات الجمال الطبيعي، تسير السيارات بكافة ألوانها وأنواعها وسرعاتها موزعة على المسارب الأربعة للطريق السريع، كدت أجزم بأن سيارتي وأفكاري أسرع شيء على هذا الطريق، لولا سيارة فراري حمراء كانت تسير كالسهم قاطعة المسافات بلمح البصر، لكنني تذكرت ما قاله أحد أعضاء البرلمان الإنجليزي لسائقه عندما أسرع قليلا عن المعتاد ظنا منه بأن سيده تأخر عن اجتماعه في البرلمان، حين قال له: " تمهل يا بني، فنحن في عجلة من أمرنا"...
 
خففت سرعتي، وسرت على المسرب اليمين طيلة الطريق إلى دبي، وكانت أفكاري تتلاطم مع بعضها بعضاً، لماذا اخترت مقهى لاجوفريت للقائي الأول معها؟ أليس من الأجدى لو تقابلنا في ستاربكس مثلا أو في مول دبي؟ "لاجوفريت" غير هادئ، وأنا بحاجة لكل لحظة هدوء؛ كي استفرد بها وأفرد لها مشاعري على بساط حريري من موسيقى الجاز التي اعتدت سماعها في مقهى كوستا، فلماذا لم أقترح عليها مقهى كوستا؟

الصفحات