أنت هنا

قراءة كتاب دماء متناثرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دماء متناثرة

دماء متناثرة

رواية "دماء متناثرة" السلسلة الأولى من روايات الخيال؛ حينما يقلق هدوء الليل صوت صفارات الإنذار تدوي بذاك المبنى القديم الذي يعود تاريخه إلى ما يقارب المائة سنة من الآن، وبالرغم من تلك السنوات إلا أنه حافظ على هيئته التي تشبه قصور الأمراء والنبلاء بالعصور ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
لم تكن قسوتها غير طبيعية فقط بل كانت خارجة عن المعقول، لقد ظن الكثير بأن الحقد والغضب والخوف تجمع بداخلها لتصبه علي فتعمدت حبسي لعدة مرات ولأيام كثيرة بداخل غرفة مظلمة بالعلية تحوي عفنا من فضلات الجرذان وخيوط العناكب التي أضافت عليها مزيدا من الرهبة، لم يدخل تلك الغرفة أي من يتامى الملجأ وقد كنت أول زائريها منذ ما يقارب المائة سنة· وأقدمت مرات على ضربي بالسوط لاعتقادها بأني كنت أخرج الدمى من الغرفة لأخيف بها فتيات الملجأ اللواتي لن أنسى ما أقدمن على فعله لتزداد قسوة العقاب علي فكم من مرة دارت بيني وبينهن مشاجرات بالأيدي وشد الشعر لما ينزلونه بي من أفعال شائنة كوضع الحشرات بحساء الجزر خاصتي وتلطيخ الخبز برمال قذرة بالدوس عليه، وأما بالصف الدراسي فقد عمدن إلى إلصاق التهم بي كالعبث بدرج الراهبة وسكب الحبر على الكتب المقدسة وكان العقاب يتضمن إجباري على المثول بين يدي الأب جيرالد ومحاولة التكفير عن خطايا لم أرتكبها· الأب جيرالد هو الوحيد الذي كان يصدق أني لم أرتكب أيا من تلك الأمور المزعومة· وحدثني مرة بأن حياتي ستتغير لمجرد الإيمان بما يجول بداخلي:
 
ثقي بما يحويه إيمانك الداخلي
 
لقد كان يعلم بأن حياته خلال أيام ستنتهي ولكنه أصر على البقاء ليحدثني عن كل أولئك الناس الذين شاع عنهم النحس··· فحدثني عن فيدريدك الطباخ المنحوس الذي عاش طيلة حياته يخدم الملك دون الشعور بأنه كان يدس السم إليه، وعن توم الولد الأسود الذي اتهم بقتل سيده وهو بريء وقتل بإحدى عشرة طلقة وفيما بعد ظهر القاتل الذي تمثل بزوجته، وعن الفتاة جاديمر التي تحدث قريتها كل يوم بما سيحدث لهم جراء قدرتها على التنبؤ من خلال أحلامها ولم يدخل جفون سكانها النوم لما كانت تتفوه به من أمور بشعة ومحزنة وارتاحوا حينما قتلوها وعلقوا جسدها أمام بوابة القرية معلنين أن روحها دنسها الشيطان فحولت حياتهم الهادئة إلى رعب وقلق··· وحدثني عن الطفل الذي دنس حياته بروح الشيطان معتقدا بأن حياته ستتغير حينما تكون له روح كروح الشيطان وبعد فترة لم يجدوا لا الطفل ولا جثته· فلم يكن يحدثني بتلك القصص والراويات إلا لأبعد فكرة الشؤم من داخلي؛ كي يتسنى لي العيش دون الشعور أن ما أصاب الآخرين من موت كان بسببي··· لم أعتد في منزلي على الذهاب للكنسية كل أحد والصلاة وطلب المغفرة وأما في تلك السنة الأولى التي قضيتها بالملجأ فكنت أذهب كل يوم احد، ليس للصلاة وإنما لسماع حديث الأب الشيق فقد أطرب حياتي بنوع أخر من الشعور لم أختبره من قبل، فأصبحت عاشقة حالمة وأغرمت بتلك القصص التي يحدثني بها، حدثني عن قصة الفتى الذي ضحى بحياته لينقذ الفتاة التي أحب من الشر الذي استتب بقريتهم وسيطر على كل شيء وبروح حبه الصادق قضى عليه قبل أن يصل إلى فتاته وباتت ذكرى تضحيته وصدقه يتحدث بها الناس لأولادهم كل عشية ليمتدحوا نبل ذاك الفتى وما فعله لإنقاذ قريته من الشر·

الصفحات