أنت هنا

قراءة كتاب أنا في الأربعين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أنا في الأربعين

أنا في الأربعين

كتاب "أنا في الأربعين"، للقاصة إيمان النجار، تعالج من خلاله القاصة في مشكلات عدة من ضمنها: مشكلات عائلية والتي شكلت عنوانا لإحدى القصص.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
أمل من وسط الظلام
 
من تلك الغرفة المعتمة، حيث كل شيء يشي بالإهمال، فعلى أرضيتها تمدد ذلك الجسدُ بتراخٍ، لتحيط به فناجين القهوة المنتشرة في كل ركن، وأقلام محطمة تدل على غضبٍ وسخط، وكرسي مهشم تحطم من كثرة ما تم ركله أثناء نوبات الغضب، وسرير متهالك يخشى صاحبه الجلوس عليه، لكي لا يستمع لصوت صريره الذي يتفجر في أرجاء الغرفة الهادئة، وسلة مهملات اكتظت بالأوراق.
 
أخذ صاحب الجسد يتأمل الغرفة مرة أخرى، كأنه يخشى أن يكون هنالك ما نسي تأمله، ثم تنهد وأغمض عينيه ليتذكر ذلك الطفل الذي كان يخرج كل صباح، متظاهراً بالذهاب إلى المدرسة، بينما في الحقيقة كان يذهب ليجري بين البساتين، ويملأ جيوبه بالفاكهة، ويرسم ما يشاء على كل حائط يجده أمامه، من ثمّ يدق الأبواب ليجري هارباً، ليستمع للأصوات المؤنبة خلفها باستمتاعٍ عجيب، بعد يومٍ حافل يعود إلى منزله بفرحة غامرة، ونشوة طفولية، وأقدامٍ عارية لا تتعب.
 
في صغره كان كل شيء في نظره جميلاً ممتعاً، أما الآن فلا شيء سوى الملل والسخط على كل ما تحويه الدنيا، ثم عادت عيناه تتأملان الغرفة.
 
فتنهد قائلا:
 
- آه... لو استطعت التخلص من كل هذا.
 
حملت له العبارة فكرة مخيفة، ولكنها راقت له بشكل مدهش، ثم راح يخطط للتنفيذ. وبنشاط لم يعتده، أمسك جالون كاز، وراح يسكب محتوياته على أثاث غرفته البالي، وأشعل عود كبريت.
 
***

الصفحات