أنت هنا

قراءة كتاب تتكسر لغتي.. أنمو

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تتكسر لغتي.. أنمو

تتكسر لغتي.. أنمو

في هذا الكتاب قراءة لهذه اللغة الشعرية وذلك على ضوء شواهد تم اختيارها لإظهار أسلوب الشاعرة "نجمة إدريس" وبالتالي يحتوي هذا الكتاب على جزئين الجزء الأول دراسة للسيرة الشعرية لنجمة إدريس والثاني عبارة عن نماذج مختارة ونصوص لأجمل ما دونت الشاعرة.

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
خارطة أولى
 
رُقاقة من الصفيح الهشّ تآكله الصدأ · · هكذا رأيت سطح بيتنا ذات منام في أرض نائية حدّ اليُتْم ! ورأيتني أخطو فوق هذه الرُقاقة الصدئة متوجسةً حذرة · أخطو وأتوجس · · وإذا بقدميَّ يسوخان حين تتهاوى الرُقاقة الهشة · · أتشبثُ بجدار السطح وأتأرجح كالثمامة ! · · ووراء الجدار المتطامن ألمح رأساً يطل ، وذراعاً تلوح !
 
ما تلك الذراع ؟! · · أهي حبلي السُّري ؟!
 
كان ذلك من أضغاث الأحلام · ولكن أول مشهد في ألبوم طفولتي الغابرة لم يكن مناماً :
 
أراني ضئيلةً مموّهة الملامح ، ألهو وأتحرك في حوش رملي شاسع ، وزمان كالهُلام أو كنثار المجرة ، وحولي أشباحٌ ، ووجوه ، وأصداء أصوات ، وحجرات متباعدة · ولسبب ما أخذتُ أسير إلى الخلف متراجعة ! أ هو لون من اللهو ؟! · · أسير إلى الخلف · · أسير حتى وجدتُني أسقط فجأة على ظهري في طست كبير مملوء بالماء !!
 
ما هذا الماء ؟! · · أهو الرحم ؟!
 
وما بين أضغاث الأحلام والذكرى ، تتكدس الصور متوترةً مرتعدة ، كشريط فيلم ينزلق من آلة تصوير معطوبة · شريط لا أدري إن كان ينتمي إلى الأحلام أم اليقظة؟ أو أنه مزيج منهما ؟! صور سوداء وبيضاء ورمادية وملونة ، ولكنها جميعاً لقطات متعددة لمشهد واحد يتكرر ! مشهد تلك السيارة المنطلقة التي أجلس وراء مقودها ، سيارة منطلقة كالجنون ، وكلما حاولتُ لجمها ، أراني أدوس في الفراغ · · حيث لا مكابح!!
 
ما تلك السيارة ؟! · · أهي الحياة؟!
 
ثلاثة مدارات : حبل سُرّي ، ورحم ، وحياة · وفي فلك هذه المدارات تنداح الأسئلة دائريةً ومغلقة بلا نهايات ! تماماً كآلة الروليت التي لا تملك أن تجيبكَ حين تسألها عن رقم رابح أو خاسر! عليكَ فقط أن تتابع الكرات المتقافزة ، ما دمتَ قد دخلتَ صالة القمار · · أو سيارة الحياة · · لا فرق !

الصفحات