أنت هنا

قراءة كتاب الحياة في بيوت فلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحياة في بيوت فلسطين

الحياة في بيوت فلسطين

كتاب «الحياة في بيوت فلسطين (1855ـــ 1859)» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) هو حصيلة رحلات دوّنتها ماري إليزا روجرز أثناء مرافقتها لشقيقها إدوارد توماس روجرز الذي شغل مناصب ديبلوماسية وقنصلية في القدس ودمشق والقاهرة وحيفا التي يبدأ منها تدوين هذه الرحلات،

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
كان المجتمع الفلسطيني في تلك الفترة - شأنه شأن الشرق الأوسط بأسره - على شفا التغيير والتطور والاتصال بالعالم الخارجي· ومع أن هذا الكتاب يسلط الضوء على تفاصيل عملية التحول التي شهدها المجتمع الفلسطيني آنذاك، الا أنه يتناول ذلك من منظور يشب عن طوق المحلية· لقد تعرضت المنطقة في تلك الحقبة إلى موجة عاتية من الانكشاف على الآخر، والاستغراق في التحولات بل والاضطرابات التي نتجت عن احتلال نابليون لمصر في العام 1798، فأميط اللثام عن بُعد جديد حمله القرن الوافد في صورة صراعات أوروبية سياسية واقتصادية عنيفة شاءت الأقدار أن تكون فيها فلسطين وغيرها من بلدان الشرق الأوسط مسرحاً لتلك الصراعات· لقد أفضت السياسات الغربية الخاصة بفلسطين خلال نهاية القرن التاسع عشر إلى ما يعرف باسم وعد بلفور وإلى تحديد مصير فلسطين وشعبها طوال العقود التي تلت الحرب العالمية الأولى· أما داخل البلد نفسها فقد تضافرت هذه السياسات الدولية مع الفساد والإفلاس السياسي الذان ميّزا أداء الإدارة العثمانية في مراحلها الأخيرة، فأشاعت أجواء وأوضاع تركت أثرا بالغا على كافة أطياف المجتمع الفلسطيني·
 
سطرت المؤلفة هذا الكتاب خلال منتصف القرن التاسع عشر (1855 - 1859)، كاشفةً عن تفاصيل ودقائق الأنماط المعيشية للفلسطينيين آنذاك، مع بعض التركيز على المناطق الشمالية من فلسطين،لا سيما حيفا والبلدات والقرى الشمالية، لكن الكتاب غطى معظم مناطق فلسطين وتحدث عنها·
 
وتجدر الملاحظة في هذا المقام أن هذه الفترة تميزت بالتأثير الذي تركه النشاط الزراعي وصناعة الصادرات الفلسطينية القائمة على المنتجات الزراعية، وخصوصاً في مناطق الشمال الفلسطيني على حياة المجتمع والشرائح والطبقات الاجتماعية المكونة لهذا المجتمع كما تبين التجارب التي خبرتها السيدة روجرز وساقتها في كتابها هذا·
 
لقد أجادت المؤلفة توثيق صور النفوذ الغربي، لا سيما البريطاني والفرنسي، وتعاظم حضوره في فلسطين، مؤكدةً ومرسخةً ما أصبح حقيقة سياسية وطّأت لها الإتفاقيات التجارية التي كانت تركيا العثمانية قد بدأت بإبرامها مع القوى الأوروبية العظمى كاتفاقيات تجارية في القرن السادس عشر، والتي تحولت لاحقا الى إستسلام (2) للنفوذ الغربي مكّن هذه الدول العظمى من التسلل تدريجيا إلى الإمبراطورية العثمانية· وجاءت الأثار التي تركتها هذه الأحداث على المجتمع الفلسطيني بانكشافه البطيء على أنماط الحياة والأفكار الغربية والنفوذ الغربي واضحة المَعالم· فاتجه الفلسطينيون الأكثر ثراء في تلك الحقبة إلى محاكاة الغرب والأخذ بالابتكارات الغربية المستوردة في حياتهم·

الصفحات