أنت هنا

قراءة كتاب الحياة في بيوت فلسطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحياة في بيوت فلسطين

الحياة في بيوت فلسطين

كتاب «الحياة في بيوت فلسطين (1855ـــ 1859)» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) هو حصيلة رحلات دوّنتها ماري إليزا روجرز أثناء مرافقتها لشقيقها إدوارد توماس روجرز الذي شغل مناصب ديبلوماسية وقنصلية في القدس ودمشق والقاهرة وحيفا التي يبدأ منها تدوين هذه الرحلات،

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
اتجهنا في فجر اليوم التالي إلى الصالة الصغرى المريحة الكائنة على سطح السفينة ، وشعرت بالرثاء لما حل بالركاب الذين كانوا نياما وقد فاجأتهم مياه البحارة الذين شرعوا بتنظيف سطح السفينة، فصاروا يتراكضون جيئة وذهابا في محاولات يائسة للنأي بأنفسهم عن البلل، ولإبعاد متاعهم وحقائبهم عن المياه المتدفقة·
 
كنا نستمتع بمشاهدة منظر شروق الشمس فوق البحر الذي تحول لونه فجأة من الرمادي إلى الذهبي، بينما اكتست السماء بلون قرمزي على امتداد الأفق، إلا أنني لم أكن قد رأيت اليابسة التي كنت أتوق لمشاهدتها بعد·
 
في اليوم التالي، الأول من تموز، نهضت من فراشي وقد غمرني السرور لسماعي نبأ اقترابنا من الشاطئ، فصعدت إلى سطح السفينة في الحال، لأنظر وبفيض من مشاعر الفرح والعواطف الغريبة، من فوق البحر الأزرق إلى شاطئ فلسطين الممتد شمالا وجنوبا في خطوط متعرجة منخفضة·
 
أما بلدة يافا ذات الأسوار الرائعة - جوبا القديمة- فقد كانت أمامي مباشرة بمنازلها الحجرية البيضاء، التي تكاد تلامس مياه البحر، والتي يعلو بعضها البعض على هضبة مستديرة تنحدر نحو البحر·
 
بادرني أخي قائلا: انظري بعيدا نحو الجنوب الشرقي، حيث أشرقت الشمس للتو، تلك التلال البعيدة التي تكاد تختفي في الضباب هي مرتفعات يهوذا - التلال المحيطة بالقدس، ويمكنك من قممها رؤية أول مشاهد المدينة المقدسة، حيث تفصلها عن هذه التلال التي ترين، السهول الساحلية الشمالية والجنوبية الخصبة لفلسطين وذكرني أخي بالطريقة التي جلبت بها أشجار الأرز والصنوبر من لبنان بواسطة القوارب عبر البحر إلى يافا لكي تنقل من هناك إلى القدس لبناء الهيكل!·
 
هذا الميناء القديم الذي يمتاز بمرفئه الدائم الازدحام، والأديرة الكبيرة والمآذن الشاهقة وأشجار النخيل والحدائق الغنّاء، يكاد يكون البقعة الزاهية والوحيدة المفعمة بالحيوية، على امتداد الساحل الفلسطيني الرتيب، الذي يمتد كخط متصل من القمة الجرداء لجبل الكرمل على بعد خمسين ميلا شمالا إلى أطلال غزة، أربعين ميلا للجنوب·

الصفحات