أنت هنا

قراءة كتاب أسس علم النفس الجنائي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسس علم النفس الجنائي

أسس علم النفس الجنائي

ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة بالجوانب النفسية للسلوك الإجرامي، وبالعلاقة القائمة بين التكوين العضوي والتكوين النفسي للإنسان، وبدراسة شخصية المجرم ونموها في إطار تأثرها بالمحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه.

تقييمك:
4.333335
Average: 4.3 (3 votes)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2
طبيعة علم النفس الجنائي واهتماماته
 
يوضح علم النفس الجنائي أثر التركيب النفسي للإنسان على سلوكه بعامة وعلى السلوك المنحرف بخاصة. كما يهتم علم النفس الجنائي بالعلاقة الوثيقة بين التكوين العضوي والتكوين النفسي للإنسان. ولذلك يظهر السلوك الإنساني المنحرف كمعادلة ضمنها معادلات فمعادلات؛ يسعى الباحث العلمي للوصول عبرها إلى حقيقة الإنسان المجرم (العوجي، 1982: 24).
 
فالشخصية الإنسانية تعبر عن مكنوناتها الداخلية، وهي في هذا التعبير تتأثر بالتركيب العضوي للإنسان، وبالمؤثرات الخارجية، مما يجعلها تعكس بصورة مختلفة ما تتلقاه، وتسلك سلوكيات ربما أدت إلى الانحراف. فعلم النفس الجنائي يهتم بدراسة شخصية الإنسان المجرم، ونموها، وتأثيرها بالمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه منذ ولادته.
 
ولذلك يحاول علم النفس الجنائي بيان فائدة مضامين مبادئ علم النفس العام وعلم النفس الاجتماعي تجريبياً، ويتناول المشاكل الخاصة بميدان علم النفس الجنائي، وهو في محاولته هذه يتخذ وجهة نظر مهنية خاصة تختلف عن وجهة نظر علم النفس. فعالم النفس يتجه في بحوثه إلى بيان صحة فرض أو مبدأ أو تحقيقه للتوصل إلى المبادئ العلمية العامة، في حين يتجه اهتمام عالم النفس الجنائي إلى إيجاد حل عملي لمشكلة من المشاكل، وتكوين ممارسات مهنية تحقق أقصى ما يمكن من الفائدة التطبيقية. ولكن هذا لا يعني أننا نتحدث عن علمين منفصلين تماماً، فهناك الكثير من المبادئ النفسية التي يمكن التوصل إليها من خلال البحوث التي تجري في ميدان الجريمة، والتي تفوق أحياناً ما يتم التوصل إليه من خلال البحوث التجريبية في علم النفس. ولهذا لابد لعالم النفس الجنائي من الاستمرار في البحث عن التطبيقات العلمية للنظريات والمبادئ العامة لعلم النفس، ومحاولة التوصل إلى المضامين النظرية للتطبيقات العملية المختلفة (جلال، 1984).
 
ويهتم علم النفس الجنائي باستخدام قوانين علم النفس في تنفيذ مختلف مراحل الإجراءات الجنائية من حيث تحليل تصرفات وأفعال المسئولين عن التنفيذ (القاضي، المحامي)، حيث أن كلاً من القاضي والمحامي بشر يختلفون من حيث التكوين النفسي، ومن حيث الاتجاهات والميول والقدرات، والذي من شأنه أن يؤثر على أسلوب التنفيذ. كما يهتم علم النفس الجنائي بدراسة الأساليب النفسية في التحري والبحث عن المجرم، وبالأساليب والطرائق المختلفة لإصلاح الجاني، والعودة به عضواً فعالاً إلى المجتمع الذي يعيش فيه. فعلم النفس الجنائي يهتم بسيكولوجية صانع قانون العقوبات ومنفذها والظروف التي تتم فيها سن القوانين وتطبيقها وتطويرها بهدف العلاج، والتقليل من الجريمة في مجتمع بعينه (جلال، 1984).
 
ولذلك فإن علم النفس الجنائي يضع لدى الأجهزة القضائية والمنية المختلفة الأسس والقواعد العامة التي تساعدهم على تنفيذ مهامهم بيسر سواء في مجال التعرف على الجاني بشكل دقيق من خلال استخدام طرائق التشخيص النفسي في البحث الجنائي، أو في مجال تحقيق الوقاية من الجريمة والتقليل منها والحد منها ما أمكن، وذلك من خلال تحقيق الوقاية من الجريمة والتقليل منها والحد منها ما أمكن، وذلك من خلال برامج الإصلاح والتأهيل والرعاية. فعلم النفس الجنائي يهتم بدراسة أسباب الجريمة ودوافعها الشعورية واللاشعورية والفطرية والمكتسبة، وبالأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى الجريمة والجنوح، حيث يحاول الكشف عن العوامل التي تدفع الفرد إلى ارتكاب العمل الإجرامي (العيسوي، 1992).
 
كما يعالج علم النفس الجنائي الجريمة بوصفها ظاهرة نفسية سببها سوء توافق نفسي واجتماعي من قبل الجاني، وذلك ليتخلص من انفعالاته واضطراباته. كما يدرس الذكاء والطباع، والموقف الأخلاقي للجاني من الوجهة الموضوعية لعلم النفس التجريبي، وبدوافع فعله الشعورية واللاشعورية، كما يحاول الوصول إلى الظواهر المرضية للسلوك الإجرامي.

الصفحات