أنت هنا

قراءة كتاب الإيمان والمؤمنون في سورة المؤمنون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإيمان والمؤمنون في سورة المؤمنون

الإيمان والمؤمنون في سورة المؤمنون

كتاب "الإيمان والمؤمنون في سورة المؤمنون" بين يدي السورة الشريفة: سورة {المؤمنون} المكيّة هي السورة الثالثة والعشرون ترتيباً في القرآن الكريم، ذات المائة وثماني عشرة آية، وكلماتها ألف ومائتان وأربعون، وحروفها أربعة آلاف وثمانمائة، نزلت هذه السورة الشريفة بع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله، أحكم الحاكمين، المتعالي بصفات الجلال والجمال على سائر العالمين، العليم العلام، الذي يخشاه حق خشيته العلماء الراسخون، ويقف عند حقيقة كبريائه العارفون وهم متحيرون مبهورون، هو { الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ }(1)، المنزّه حماه عن تطرق ريب المنون، {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}(2).
والصلاة والسلام على المختار، الأمين المأمون، المُبشر في سورة(ن) بأجر غير ممنون، المرفوع ذكره، الفوّاح عطره، الباهر نوره، المنشرح صدره، الطيب اسمه، الجميل رسمه، العالي قدره وهديه، فالأئمة به يهتدون ويقتدون، والملائكة المقربون به يُرحّبون، وحول ركابه يعرجون، والمسلمون المؤمنون بالانتساب إليه يُحبرون، وبذكره يطرب المؤذنون والسامعون والمرددون.
وعلى آله وصحبه وعترته، ومَن عاشوا في رحابه وهم آمنون، ومَن تبعهم وسار على نهجهم إلى يوم الدين، أولئك السابقون المقربون، وهم بالعروة الوثقى مستمسكون، المحفوظون بما حُفظ به يونس عليه السلام في بطن النون، وبعد؛
فلما آثرت كتابة موجزٍ في التفسير دعوت جابر الكسير، ومُجير المستجير، واستنهضت بعض الهمم، وحبّرت القلم، وحاربت السأم، وجمعت من شتات الموضوع ما لا يزيد عن الفتيل أو النقير أو القطمير، وقد عجزت عن الفيض الكثير، ثم أطلت التفكير، واخترت التعابير، واستخلصت من جواهر القرآن المكنونة ما يعادل القناطير، ثم رتبته طاقتي وجهدي- على قلة بضاعتي- ونسقته ولخصته، حتى قارب وجبة روحية، فاق مذاقها فطير الأمير.
ودعوت العلي القدير أن لا يحرمني والمسلمين تأويل الذكر والتفسير، وأن يَقيَنا عذاب ذلك اليوم العبوس القمطرير، والشر المستطير.
وكان رائدي إبان البحث والتعطير أنني بين الأجرين أدور؛ أصبت أو أخطأت، ومما زادني سروراً وشوقاً أن مناط بحثي ودرسي كان في سورة (المؤمنون)، تلك السورة التي أبهرني نورها وجمالها- كدأب سائر سور القرآن- وشدّني بياضها، الذي فاق إشعاع البيض المكنون، واستمتعت برائع ثمارها الغض المصون.

الصفحات