أنت هنا

قراءة كتاب إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

إيران بين القومية الفارسية والثورة الاسلامية

تحتل إيران مكانة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، بسبب موقعها الجغرافي الممتد من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج الفارسي جنوباً· ولها حدود مباشرة مع سبع دول هي: أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان في الشمال، وأفغانستان وباكستان في الشرق، وتركيا والعراق في الغرب· وتشترك مع

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1

مقدمــــة

تحتل إيران مكانة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، بسبب موقعها الجغرافي الممتد من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج الفارسي جنوباً· ولها حدود مباشرة مع سبع دول هي: أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان في الشمال، وأفغانستان وباكستان في الشرق، وتركيا والعراق في الغرب· وتشترك مع جاراتها الشمالية وروسيا في سواحل بحر قزوين، مثلما تشترك مع دول الخليج العربية في سواحل الخليج الفارسي والبحر العربي في الجنوب·
وتعد إيران مصدراً مهماً لإنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي يزود العالم بهما، والدول الصناعية فيه بخاصة· ولا شك أن موقع إيران الاستراتيجي ومواردها الطبيعية المهمة قد جعلت منها محور اهتمام الدول الكبرى، وساحة للتنافس والصراع فيما بينها منذ مطلع القرن العشرين حتى اليوم· وانحازت إيران بعد الحرب العالمية الثانية إلى الغرب، وانضمت إلى أحلافه العسكرية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، حتى غدت المدافع الأبرز عن مصالحه في هذه المنطقة الحيوية في العالم·
وكان قيام الثورة الإسلامية، وسقوط نظام حكم الشاه سنة 1979 تحولاً جذرياً في توجه إيران الداخلي والخارجي، ما زالت المنطقة تعيش نتائجه بعد أن مضى عليه أربعة وثلاثون عاماً· تعرضت إيران خلالها لأحداث وتطورات سياسية واقتصادية وثقافية عميقة، ولعمليات تطهير متواصلة في أجهزة الدولة، انتهت بسيطرة التيار الديني المحافظ المتشدد على السلطة فيها· وواجهت إيران حرباً مدمرة دامت ثماني سنوات ونيف مع العراق، وعملية احتواء من الولايات المتحدة الأمريكية، وحصاراً اقتصادياً وتكنولوجياً غربياً، وعزلة سياسية فرضتها عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتهديداً بالغزو وبضرب منشآتها النووية وبنيتها التحتية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل· قبلت القيادة الإيرانية هذه التحديات، وصمدت في وجهها، مبدية شجاعة تثير الإعجاب، وقدرة على المرونة والتكيف تبعث على الدهشة·
عمدت في هذه الدراسة عن تاريخ إيران الحديث والمعاصر إلى تعريف القارئ العربي بأهم التطورات التي عاشتها إيران في القرن العشرين ومطلع قرننا الحالي، بروح علمية موضوعية بقدر المستطاع، بعيدة عن العصبية المذهبية الكريهة التي بدأت منذ سنوات تتسرب إلى المشرق العربي، يغذيها الإعلام الغربي الخبيث لتمزيق هذه الأمة وتفكيك أوصالها، وبتر علاقاتها مع إيران، تلك العلاقات التاريخية الوثيقة التي لحمتها الإسلام وسداها المصالح المشتركة بين الأمتين العربية والإيرانية·
وقد حرص أعداء الأمتين على تأزيم هذه العلاقات منذ قيام جمهورية إيران الإسلامية، وإشعال نار الحرب بينهما· وكانت الحرب الإيرانية-العراقية وما ارتكب في أثنائها من مجازر وتدمير، وقرارات خاطئة، وتعنت لا مبرر له، وعصبيات سخيفة، وبالاً على البلدين الجارين، ونصراً مؤزراً لعدوهما·
آمل، في هذه الدراسة أن أقدم صورة واقعية أمينة لما جرى في إيران من أحداث وتطورات للقارئ العربي، في خضم الحملات الإعلامية السائدة على الساحة العربية التي تجتاحها رياح التغيير العاتية، وتختلط فيها الأهداف وتتضارب الأفكار والتوجهات·
وأود في الختام أن أشكر السيدة إيناس حمد التي قامت بطباعة مسودة هذا الكتاب على الكمبيوتر، والله من وراء القصد·
د· علي محافظة
20/6/2013

الصفحات