أنت هنا

قراءة كتاب نصف الحاضر وكل المستقبل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نصف الحاضر وكل المستقبل

نصف الحاضر وكل المستقبل

كتاب "نصف الحاضر وكل المستقبل" يأتي ضمن سلسلة كتب "ندوة اليوم السابع" التي تقام في مسرح الحكواتي في القدس، والتي يديرها الكاتب جميل السلحوت ويشارك بها نخبة من الأدباء والنقاد الفلسطينين، ويصدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع، نقرأ من أجواء الكتاب عن مجموعة "إن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 1
تقديم
 
نراهم بقلوبنا وعقولنا فكيف يروننا؟
 
لم يخطر السؤال في بال أيّ من المشتغلين بأدب الطفل وفنونه، ربما ليظل الاجتهاد والتجريب والمقاربة سيّد الموقف، ودافع الإبداع الأدبي والتوجه إلى الطفل الذي يريد الكاتب إيصال رسالته إليه.
 
نجرّب.. نحاول.. نتذكر ونعود إلى طفولتنا، وننسى، ربما، الاختلاف الحاد القائم بين الأجيال في تسارعه الرهيب، وسرعته المنطلقة بلا قيود ولا توقعات.
 
دخلت التكنولوجيا إلى عالم طفلنا فـ (تتكنج) تفكيرًا وانتماءً ولغة وخيالاً..
 
هل حدّت التكنولوجيا من خيال طفلنا؟ أم تراها أغنته وفتحت آفاقه على دروب غير مطروقة، وأسئلة غير مطروحة؟ كيف نربي طفلنا العصري المتوجه إلى عالم غريب عمّا اعتدناه وألفناه؟ وهل ما زالت حكايات الجدة، وقصص ما قبل النّوم، وقصص كليلة ودمنة، وبعض خرافات ألف ليلة وليلة صالحة لطفل اليوم، كما كانت صالحة لجيلنا والأجيال التي سبقتنا؟
 
كيف نكتب للطفل؟
 
وماذا نكتب؟
 
وما الوسيلة الصالحة (الوسيط الفني) لإيصال ما نكتبه إليه؟
 
أسئلة تراودنا بإلحاح عنيد نحن المهتمين بأدب الطفل، ونحن نحمّله ما يحمله من قدرة على التغيير والتنوير والتربية والتعليم، لإيجاد الطفل الذي نريده وفق ثقافتنا الخاصة.
 
من هنا كان تحركنا في ندوتنا الأسبوعية المقدسية (ندوة اليوم السابع) حين قرأنا ما أنتجته قرائح الكتّاب ورؤاهم للطفل الذي خاطبوه، وكيف خاطبوه؟ وماذا أرادوا منه؟ وماذا أرادوا له؟
 
"الأطفال نصف الواقع وكل المستقبل"، و"خير استثمار هو الاستثمار في الأطفال" مقولات جميلة الدلالة، واضحة الغاية، نرددها دون التفات حقيقي مسؤول لتطبيقها، أو وقوف ذي معنى عندها.
 
فماذا أعددنا لمستقبلنا المنظور هذا؟ وكيف فهمنا تلك المقولة التي نرددها دون تأمل كاف يقود إلى قرع بوابة السكون والركون؟ سكون الإعداد المطلوب، فلا حركة، ولا جلبة تنبئ بورشات عمل حقيقية للوقوف على ما يمكن تقديمه، وعلى ما يجب تقديمه، وركون إلى مقولة "ليس بالإمكان أبدع مما كان".. فليعيشوا مثلما عشنا، وليكبروا كما كبرنا، وليواجهوا مصائرهم مثلما واجهنا مصائرنا.

الصفحات