أنت هنا

قراءة كتاب كيف تصبح كاتبا؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كيف تصبح كاتبا؟

كيف تصبح كاتبا؟

فهم (العرب) متذوقو البلاغة العاشقون للكلمة والبيان، سحرهم القرآن بعلو كلامه وتحديه لهم بأن يأتوا ولو بسورة من مثله، فخضعوا لسلاحه البلاغي، ولعلمه وسمو معانيه الحياتية والتربوية والروحية وإجابته عن أسئلتهم الحائرة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1
مقدمة
 
الحمد لله رب العالمين حمد الشاكرين والصلاة والسلام على نبي الهدى قدوة البلغاء وسيد البيان العربي المبين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان من حملة البيان القرآني الذي لا يدانيه بيان، ولا يلحق به بلاغ، ولا يطاول علياء كلامه كلام إنسان. وبعد:
 
فإن العرب اشتهروا من بين الأمم بأنهم أمة البيان والبلاغة، إذ كانوا في القمة من الاحتفال بالكلمة وبيانها وبلاغتها، رغم أنهم عُرفوا أيضاً بأنهم الأمة الأمية، التي قلت فيها معرفة الخط والكلمة المكتوبة، فقد كانت صدورهم مسكن شعرهم ومخزن بيانهم تلهج به ألسنتهم ، وقد ذكر ربنا عز وجلّ في كتابه العزيز شيئاً عن قوة منطق العرب وعلو قامتهم في البيان وذلك حين قال جل من قائل: "وإن يقولوا تسمع لقولهم" المنافقون 4 وقال أيضاً: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا" البقرة 204، وهو ذكر رباني يبين ما كانت عليه العرب (الناس) من قول يُسمع، ومن بيان مُعجب مداره على (البيان والتبيين) كما قال الجاحظ في كتابه البيان والتبيين وأضاف: (كلما كان اللسان أبين كان أحمد.." ( ).
 
وقد وضح الجاحظ قوله هذا بأن قال: "وأن البيان يحتاج إلى تمييز وسياسة، وإلى ترتيب ورياضة، وإلى تمام الآلة وإحكام الصنعة،.. وأن حاجة المنطق إلى الحلاوة، كحاجته إلى الجزالة والفخامة، وأن ذلك من أكثر ما تستمال به القلوب، وتثنى به الأعناق، وتزين به المعاني." ( ). لقد كان العرب يتداولون البلاغة والبيان شفاهاً في الغالب الأعم، وليست عن معرفة بالقراءة والكتابة، إذ كان اللسان والقلب والصدر هي موضع البيان في غالب الأحوال، وقد قيل في أمثال العرب: "أبلغ من ابن القرية وابن القرية" هذا هو أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة الهلالي؛ أحد البلغاء والخطباء الذين يُضرب بهم المثل في البيان، وهو أمي.
 
ولقد كان الشعر ديوان العرب وموضع فخر القبائل، لذا كانت القبيلة ترجو أن ينبغ فيها شاعر، ليكون لسانها المنافح عنها وصانع الفخر بأمجادها وعلو مكانتها، وهو المذيع والإعلامي الفذ فيها، الذي يبارز البلغاء، ويساوم الفصحاء، ليجلي ما غاب عن الآخرين مما حازته وتحوزه قبيلته وعشيرته الأقربين.

الصفحات