أنت هنا

قراءة كتاب مآثر العلماء العرب المسلمين على الحضارة الأوربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مآثر العلماء العرب المسلمين على الحضارة الأوربية

مآثر العلماء العرب المسلمين على الحضارة الأوربية

لا مراء في أنه من رحم الحضارة العربية الإسلامية تشكلت أصول ومكونات الحضارة الإنسانية الشرقية منها والغربية، وأن أثر حضارتنا العالمية باقٍ متجدد في تاريخها، لا يمكن محوه سواءً في ماضيها، أو في حاضرها، أو حتى في مستقبلها، وآية ذلك أنها في لُحمتها وسُداها، في

تقييمك:
4.66665
Average: 4.7 (3 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2
تقول زيغريد هونكه Sigrid Honke في هذا السياق: "لو أردنا دليلاً على مدى الهوة العميقة التي تفصل الشرق عن الغرب، لكفانا أن نعرف أن نسبة 95 في المائة على الأقل من سكان الغرب في القرون الـ (الرابع - السابع هجري = التاسع – الثاني عشر ميلادي) كانوا لا يستطيعون القراءة والكتابة".(1)
 
من المؤسف والمضحك المبكي في آن، أن بعض ضعاف النفوس من أبناء جلدتنا ! يتخذون من واقعنا المعاصر- الذي يشهد تراجعاً خطيراً في أدائنا الحضاري على مختلف الصعد- مشجباً يعلقون عليه كل ما يمكن أن ينال من شخصيتنا الفكرية وحضارتنا وتراثنا المجيد، دون أي فهم للأسباب الكامنة وراء هذا التراجع والوهن العام، الذي أصاب جسد الأمة وعقلها، هذه الأسباب المتمثلة فينا وحدنا قبل أن نتهم غيرنا.
 
وحسبنا دليلاً على ذلك، أن جعلنا وراء ظهورنا أهم أسباب بقاء الحياة لروح شخصيتنا العربية الإسلامية، التي تجسدهما العروبة الصريحة والإسلام الحقيقي، اللذين لو طبقناهما فعلاً وقولاً لفزنا على الدوام بقصب السبق على مختلف الأصعدة، التي تجسد جوانب الحياة المادية والمعنوية كافة التي تنشدها البشرية. بالجملة، لا العروبة، ولا الإسلام مسئولان عن تخلف أمتنا في أي عصر من عصور الانحطاط بعامة، وفي تاريخنا المعاصر بخاصة.
 
وكيف يكونان مسئولين، وهما على امتداد ما يقرب من عشرة قرون، من حكمهما المنصف العادل، جعلا من الأمصار الإسلامية مركز العالم وقبلته العلمية، ويكفيهم فخراً أن اللغة العربية في زمنهم، كانت لغة العلم العالمية ولسانه، ولا أدل على ذلك، من ملايين المخطوطات والمصنفات غير المسبوقة، في كل علم وفكر وفن، التي ابتدعتها العبقرية العربية الإسلامية، كتبت بأقلام الآلاف من سلفنا الصالح خالدي الذكر رجالاً ونساءً، وهي كنوز من الدرِّ المنثور والعبق المنشور، منها من رأى النور، ومنها مازال مخبوءاً في كبريات المكتبات والمتاحف ودور العلم المعروفة، في الغرب بخاصة.
 
من وحي ما تقدم، فقد أصبح من المسلّمات القول، بأن العرب المسلمين كانوا الأوائل في ابتداع ووضع أُسس العلوم والمعارف الإنسانية، حسبهم صدقية في هذا القول الثابت، أنهم أول من اخترع الأبجدية (الكلمة) من البشر على وجه الأرض، ليأتي من رحمها كل أبجديات لغات العالم، من ثم لتكون لغتنا العربية الأجمل، هي أُم اللغات ولسانها جميعاً.

الصفحات