أنت هنا

قراءة كتاب الأمهات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأمهات

الأمهات

في رواية "الأمهات"، "هل الرواية التاريخية مجرد قصة خيالية؟". بهذا السؤال على لسان ألكسندر سولجنتسين يقدم الكاتب السلوفاكي بافول رانكوف لروايته"الأمهات"الصادرة في ترجمة غياث الموصللي عن دار الحوار للنشر والتوزيع.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
هالت! 
 
(قف بالألمانية)
 
ـ فلاندرا(1): همست الأم وأضافت: تحت سقف أمها!... ومع بلشفي.
ألصقت الآن عينها الثانية في ثقب قفل الباب، وكأنها تمنت بذلك رؤية صورة مقبولة أكثر في الغرفة المظلمة. لكنها لم تجد أمامها من جديد سوى خيالات أجساد عارية. عضت شفتيها بغضب، ثم نهضت ببطء. وقع نظرها على الزينة المعلقة على شجرة التنوب الموجودة فوق طاولة المطبخ. حيث بدا لها أن إحدى الكرات يمكن أن تسقط من نهاية الغصن. أزاحتها من مكانها ثم عبرت الغرقة المظلمة باتجاه المقعد ولكنها بقيت واقفة. ثبتت نظرها على باب الغرفة وكأنها تراقب الحدود. لم تعرف بالطبع ما إذا كانت ممنوعة من تخطي تلك الحدود الهامة، أم على العكس يتوجب عليها أن تعبرها.
عادت بعد لحظات بخطى ثابتة باتجاه الباب، ولكن ما أن لمست يدها المسكة حتى سحبتها ببطء ومسحتها بمريولها، وكأنها لمست شيئاً وسخاً. عبرت المطبخ من جديد، وجلست على المقعد الذي أطلق خشبه زقزقة قوية مسموعة. نظرت المرأة بتوتر إلى الباب، وحين وجدته لا يزال مغلقاً، لوحت بقبضتها مهددة، وقالت بقرف:
ـ الحيوانات في فترة الإخصاب. لا شيء يزعجكما.
وأدارت رأسها، وأطلقت زفيراً طويلاً.
ـ ولكن هذا بيتي ـ قالت ذلك الآن بصوت مرتفع ـ وهي ابنتي.
حين مررت الصبية وجهها فوق صدرالرجل، ودغدغ الشعر الخشن شفتيها، تنشقت رائحة رجولته الطاغية، ولكنها حين وصلت إلى تحت الإبط، تراجعت بسرعة:
ـ علينا أن نفكر بالطريقة التي يمكننا فيها تحميمك دون أن تنتبه أمي.
ـ شتو (ماذا)؟ سألها الرجل.
ـ سأحممك، أغسلك.
ـ تغسلينني؟ ضحك الرجل ـ سأغتسل بالثلج.

الصفحات