أنت هنا

قراءة كتاب ماسات رخيصة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ماسات رخيصة

ماسات رخيصة

المجموعة القصصية "ماسات رخيصة" الصادرة عن مؤسسة الرحاب للنشر والتوزيع، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
ماسات رخيصة 1
 
أُريدُ خُبزاً ولو فُتات
 
جدران مُلونة بقلوبِ الحب وسِهام العشق، عيون تتدحرج منها الدموع وأرقام هواتف تنتشر هنا وهناك، وحتى على الرصيف الذي أجلس بالقرب منه يحمل أحمر وأخضر وأزرق الحياة.
 
توقفت بجانبي سيارة كبيرة فارهة ونزل صاحبها مُبتسماً بوجهٍ ملائكي بشوش، أقبل نحوي..، نعم أنه مُقبل!!، ومد يده لي ولكني استحيتُ من مد يدي المُتسخة والمُلوثة بالقاذورات لمصافحته.
 
تقدم بخطى الواثقُ المُتواضع وجلس معي على رصيفي كُنت أتمنى أن أجد ما أفترش به الأرض له قبل أن يجلس، فالرصيف الصديق الأول لبيتي.
 
لا أشعر بالغربةِ وأنا به، فلم أجد سوى الخجل من مظهري وحالي ولون وجهي وقِطعٌ من البؤس والفقر وقلةٍ بالحال والحيلة تتناثر طُعونها وسمومها داخل فؤادي.
 
سألني الرجل عن إسمي فلم أُجبه وعن عمري فلم ألتفت إليه ولكن عندما قال لي ماذا أتمنى أجبته سريعاً أُريدُ خبزاً..، لم أخجل ولم أستعفف عن سؤالي فأنا حقاً لا أُريدُ سوى الخبز، فالجوع لا يرحم بل يقتل أحيانا.
 
أدخل يده لجيبه وأعطاني نقوداً كثيرة لم أستطع عدها فالفرحة كانت تملأ قلبي سعادة وسروراً، أخذت النقود وركضت لا أعلم اتجاهي او مقصدي، فقط كُنت أتمنى أن أجد مخبزاً يصنع الخُبز الطازج الساخن الذي لم أهنأ يوماً بوجوده بين يدي.
 
وجدت ذلك المحل أخيراً وأمام الخباز لملمت أنفاسي المتقطعة أتأمل أصناف الخبز وأشكاله الشهية واللذيذة بالجُبن والزعتر واللبنة فأخذت من هذه ومن تلك ومن الأخرى ومنها كلها جمعت ما اشتهته العين والنفس، فكم كُنت سعيداً حينها وكم تمنيت أن أعود للبيت سريعاً.
 
أتعلمون شيئا؟؟!!
 
لا أريد ذلك الخُبز لي فأنا سأشبع عندما يشبع أخي الصغير الذي كُنت قد تركته بالمنزل يتلوى جوعاً.
 
فإن شبع فـسأُعاود أحلامي باليقظة ولكن ليوم غدٍ فأنا لازلت أتأمل بعينيّ تلك العيون الباكية والسهام القاتلة بالجدار، والذي بالشق الآخر منه يكون بيتنا فهل ستأتي تلك السيارة التي أحلم بقدومها كل مساء؟؟ وهل سـيشبع أخي لو عاد للحياة أم أن جوعاً آخر سـيقتله؟؟.

الصفحات