أنت هنا

قراءة كتاب معنى الفن

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
معنى الفن

معنى الفن

الفن هو سجل مشاعر الإنسان ومواقفه الجمالية العاطفية إزاء الطبيعية والمجتمع.. بل يكمل أحدهما الآخر وأن تكامل الشخصية يستلزمها أيضا تقدم الحضارة.

تقييمك:
2
Average: 2 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2
فالفنان هو العقل الديناميكي للمجتمع وهو القريب من حياة الناس وهو الذي يجد الحلول لكل همومهم ومشاكلهم. ليعبر عنها ويطلق عنان خطوطه وألوانه للإبداع. وكذلك هو يستمتع بهذا التفاعل مع أبناء مجتمعه وتقديم كل ما هو جديد ومميز لهم.
 
والاهتمام بالفن أصبح محوراً جدياً من محور الاهتمام بالإنسان منذ عصر فجر السلالات في بلاد الرافدين والتي تعتبر أول الحضارات البشرية التي كانت مصدر إلهام للبشرية وللحضارات اللاحقة..
 
فقد اكتشفوا العجلة وأبدعوا في الفنون التشكيلية الرسم والنحت والفخار والطب وعلم الفلك والهندسة وغيرها من الفنون التي مدت الإنسانية والتي لعبت دوراً بارزاً في ممارساته العملية.
 
ومنذ تلك الأزمان أي قبل التاريخ ظل الفن مرتبطاً بشتى الأنشطة الإنسانية حقباً طويلة من حياة وعمر الإنسان. فكان الفن يفي العصور القديمة يرتبط بالدين والأخلاق. والمنفعة والجمال.
 
لذا فقد أصبح الفن مع تطور الحضارة مرتبطاً مع حياة الإنسان وتحضره إلى جانب سلوكه الاجتماعي. وتقدمه وتطوره العلمي.
 
ويعتبر دراسة الفن دراسة جانب مهم من جوانب الإنسان الرئيسية وهو دليلاً على تحضر المجتمع وتطوره.. وعلاقتهما بالجمال.
 
فالفن والجمال في أذهان الكثيرين أدى إلى اختلاط في رؤية تفاصيل الفن وعناصره. مما جعله يحمل معاني إنسانية أدت إلى الإبداع فظهرت لنا تلك المشاهد الملونة الجميلة التي شكلت لنا حالة من الوعي التي تتماشى مع طبيعة المرحلة الحضارية الجديدة.
 
يتناول هذا الكتاب "معنى الفن" ويتضمن كل المعاني التي تتكون منها الفنون بلا تحديد وكل مشكلة تطرح سؤالاً.. والفن وفلسفته هو الجواب على كل سؤال.. وبالرغم من أن المعاني والتعبيرات قد تختلف باختلاف البيئة والإنسان الفنان وثقافته. لذا يبقى الفن لغزاً تاريخياً قديماً لا يزال لحد الآن موضوع نقاش وجدل.
 
فالفن هو قديماً وحديثاً قد تميز عن بقية الفنون والموضوعات كالفيزياء والرياضيات.. فالفن المرئي واللامرئي وهو الأنا الآخر وهو القدر وما يخالف القدر.. وهو الغريب والأليف معاً.
 
ولا يسعنا أن نعطي آراء دقيقة وموضوعية تتضمن كافة المعاني التعبيرية للموضوعات الفنية.. فاللوحة التشكيلية والنحت أو العمارة والقصيدة لا يحتم علينا قراءة المشهد فقط بل يحتم عينا قراءة تاريخ الفنون بلغاته المختلفة العديدة ووحدته المتماسكة.. فلكل نوع من الفنون له مفرداته ولغته تتكون في لحظة الإبداع عند الفنان مجسدة لنا جسد وأفكار الفنان وأحلامه باللغة التي اختارها هو من خلال استخدامه للعناصر والأسس معاً. والفن هو النافذة التي تدخلنا إلى عالم الفنان والطريق هو الجمال الذي يقودنا إليه.
 
ولقد اختلف المفكرين والمبدعين والنقاد في معنى الفن.
 
فقد صور لنا "هايدجران" أن الشعر هو في طليعة الفنون فيما اعتبر "أفلاطون" أن الفن الأساسي التي من سماته الإبداع والخلق هو الهندسة. واعتبر "نيتشه" الموسيقى أم الفنون وآخرون قد وصفوا لنا الفن الأصيل هو الفن السابع فن السينما وينبغي لنا أن نعلم جيداً أن لكل فن لغة خاصة فيه وكذلك بقية أنواع الفنون وكلها مرتبطة بالإبداع والجمال.
 
فلقد أمتعنا "رامبرانت" بلوحاته الجميلة كلوحة "دورية الليل" وما عرفنا "البيركامو" بالغريب وما قرأنا "ستندال" رواية الأحمر والأسود. ونلاحظ في شعر المتنبي "الخيل والليل" نعثر على النغمة والصورة والخيال والإبداع معاً.
 
كما ونشاهد لوحات "فيلاسكز" و "ديلاكروا" "رامبرنت" "فان كوخ" "وبيكاسو". فنشاهد ونقرأ معاً الشعر والصورة والهندسة والجمال مجتمعين معاً في حيال واحد.. كل ينطق بالإبداع. والإبداع في نظر بورلير "كل جميل غريب" معبراً عن رأيه أنه خروج عن المألوف. فالمألوف هو أن يبقى سجين الإنسان نفسه والعالم معاً.. وعليه أن يخرج من تلك الدائرة ليلاقي اللامرئي.. فالحب والجمال والحرية والحقيقة تكمن في اللامرئي.. وأن القلب والعقل تجتمع مكونة لحظة الخلق والإبداع وهي لحظة الحب والحقيقة والغزل والعشق معاً.
 
الفن يعبر عن الفن كما الفلسفة هي الفلسفة.. وهما يعلمانا معنى الحرية.. ولحظات الإبداع.. والإبداع كالغيم يحمل مطراً.. وكالصباح عندما تطل بين ثناياه الشمس.
 
فأصبح الفن هو اللغة والورقة البيضاء. وقدرنا أن نمارس الفن ونبحث عن الجمال.. ونتصل مع الآخرين.. ونختار لغة الإبداع. ونركض وراء الحقيقة...
 
وكلما تزاحمت الألوان والكلمات.. تتجدد مثل الزمان.. تتجدد فيه الألوان والأنغام والكلمات.. وما علينا إلا أن نعيش بين الأنغام والألوان والكلمات ونقلبها ونعيش معها.. ونغوص بين ثناياها ومن خلال ذلك نكتشف معنى الفن.
 
المؤلف
 
د. إياد محمد الصقر
 
2009

الصفحات