أنت هنا

قراءة كتاب النفط - والقبيلة - والعولمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النفط - والقبيلة - والعولمة

النفط - والقبيلة - والعولمة

هذه ليست دراسة أكاديمية، ولكنها قراءة عامة تحاول ملامسة الصورة العامة لواقع أقطار الخليج العربية بمنظار المتأمل العادي الذي يشاهد، عن قرب، نماذج تبدو صوراً صغيرة تحتاج إلى تكبير.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 4
ليس من الأهمية الأولى··أن يكون اسم الخليج··هو الخليج العربي··بدلا من الخليج الفارسي··ولكن الأهمية الأولى··أن يكون للعرب على ضفافه··قوة عربية··ومكانة عربية· ما الفائدة أن يكون اسمه الخليج العربي؟ والعرب على ضفافه مستضعفون··رغم الثروة التي تبدو أكثرها لغير مصلحة أهله أو أشقائهم· ربما لو ظل الاسم هو··الخليج الفارسي··مع قوة عربية ومكانة عربية للعرب القاطنين على ضفافه··وهم غير مستضعفين··ولا مستنزفين··فما في ذلك ضير··فالعرب إلى حد كبير··كانوا يطلقون عليه اسم··الخليج الفارسي··ربما لأن أجدادهم حينما يمموا شرقا فوصلوا إلى ضفاف الخليج··كان أمامهم بلاد فارس··فأطلقوا عليه هم أنفسهم اسم الخليج الفارسي··قبل أن يلزمهم أحد بذلك·
 
القضية أن الخليج لم يعد في واقعه خليجا عربيا أو فارسيا··وإنما أصبح خليجا أمريكيا··حيث القوة الضاربة بسنابكها على أمواجه وضفافه··وهي قوة لا تضاهيها قوة عربية أو فارسية· وهذه القوة كانت رابضة فيه منذ انفجار النفط في مرابعه··ولكنها ازدادت عددا وعدة كلما بدا لها أن هناك تهديدا··وحتى لو لم يكن هذا التهديد واقعا··وإنما مشجبا تعلق عليه أهمية زيادة العدد والعدة··
 
وجاءت كارثة الخليج بجحافل لم يشهدها الخليج من قبل··ولا أي منطقة أخرى من العالم·· ووطدت الساحة لزيادة لم يسبق لها مثيل في العدد والعدة··خصوصا وأن التطور في الوسائل والأساليب كان تطورا لم يسبق له مثيل أيضا· ورغم أن القوة الفارسية تتفوق على القوة العربية ··بعد انحسار القوة العراقية وانكسارها··فإن القوة الفارسية لا تضاهي القوة الأمريكية··أما القوة العربية··وخصوصا بعد كارثة الخليج··فهي لا تدخل في حسابات القوة الأمريكية··في الوقت الذي ترحب القوة العربية بالقوة الأمريكية وتعتبرها أمانا لها من تهديد كالذي أتى من العراق··أو تهديد وارد من إيران··بل إن التسهيلات التي شيدتها الولايات المتحدة الأمريكية على الضفة العربية للخليج بتكاليف باهظة··دفعتها الأقطار العربية الخليجية··قد أصبحت تسهيلات ميسورة للقوة الأمريكية··تستخدمها متى شاءت··وتقيم فيها كيفما شاءت· وفي هذه الحقبة من التاريخ··فلا جدال في أن الخليج في واقعه أمريكي··ومن العبث إثارة جدل حول اسم الخليج وهل هو عربي أم فارسي··مع أن الاسم في مطلقه ودلالاته اللغوية··لا يعني شيئا في معجم القوة الذي يجسد الواقع· والسؤال المطروح هو: هل هذه القوة الأمريكية مرهونة بأمد··وقد تهجر المنطقة بإرادتها··فلا يصبح الخليج أمريكيا··ويبدو أن الإجابة عن مثل هذا السؤال يسيرة··فطالما ظلت هناك مصلحة أمريكية··فستبقى القوة الأمريكية··والمصلحة الأمريكية مرهونة بالنفط··ومرهونة باستمرار النفط··كمطلب حيوي للولايات المتحدة الأمريكية·

الصفحات