أنت هنا

قراءة كتاب النفط - والقبيلة - والعولمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
النفط - والقبيلة - والعولمة

النفط - والقبيلة - والعولمة

هذه ليست دراسة أكاديمية، ولكنها قراءة عامة تحاول ملامسة الصورة العامة لواقع أقطار الخليج العربية بمنظار المتأمل العادي الذي يشاهد، عن قرب، نماذج تبدو صوراً صغيرة تحتاج إلى تكبير.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 8
وهج الثروة
 
رغم أن هناك دولا غنية جدا··وأفرادا أغنياء جدا في العالم··فإن أقطار الخليج العربي··بدت وكأنها موئل الغنى ومنبع الثروة··ربما لأن الغنى أو الثروة جاءت فجأة··وربما لأنها جاءت في وسط قوم في نظر كثيرين ليسوا أهلا لها أو لا يعرفون كيفية الاستفادة منها· صحيح أن المنطقة كانت تحت وطأة الفقر والضنك والفاقة وشظف العيش··ثم أصبحت وكأنها في نعيم مقيم وترف دائم خلال فترة وجيزة نسبيا في حساب الزمن· ولا ريب أن هناك بعض الممارسات الفردية التي تعبر عن غنى فاحش··وتتم على صعيد المنطقة أو خارجها··وما هو خارجها هو الذي يستقطب الأضواء والأنظار للتدليل على السفه والبذخ··وقد تكون هناك ممارسات رسمية··لكنه تعطي الانطباع عن الغنى الفاحش من ناحية وعدم الاكتراث بأوجه صرفه من ناحية أخرى·
 
ولا شك أن كل ذلك أثار حفيظة العالم وأثار نقمة الآخرين على المنطقة والترف الذي تغرف منه· ومعروف أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص··تكالبت على منابع النفط لضمان تدفقه وللتحكم في إنتاجه وتصديره وتسعيره إلى حد ما··ومعروف أيضا أن ذلك صورة واحدة لتكالب أطماع الغرب الأمريكي·
 
أما الصورة الأخرى··فهي التكالب على حصة هذه الأقطار من الموارد المالية النفطية بعد اقتطاع الغرب الأمريكي الجزء الأكبر منها لكي يحظى بأكبر نصيب أيضا من هذه الحصة··وذلك من خلال شركاته العملاقة التي تتكالب على العقود والصفقات الكبيرة التي لم تعرفها المنطقة من قبل· وهذه العقود والصفقات الكبيرة تلقى هوى في هذه الأقطار لأنها تأتي بالمشاريع الكبيرة وواجهاتها العمرانية التي تحول مظهر المدن في هذه المنطقة إلى مظهر متألق تضاهي فيه أو تفوق أكثر دول العالم من حيث الطرق والجسور والأنفاق والمباني الشاهقة··وفي نفس الوقت فإنها تتكالب على عقود وصفقات الأسلحة ذات المبالغ المتعاظمة·
 
والتكالب يلقى هوى بصورة خاصة لدى الشريحة المتنفذة والقيادات الإدارية إلى حد كبير··فهو يمثل قناة من قنوات الاستئثار بقدر من الثروة تحت مظلة الفساد أو تحت جنح الفساد· وحتى الأقطار العربية غير النفطية··تنظر بحسرة وأسى على ما تعتبره أموالا مهدورة من قبل من لا يعرفون قيمتها وكيفية الاستفادة والإفادة منها··وقد تنظر نظرة حقد وغيرة على هذا الترف المقيم والنعيم الدائم الذي تغرق فيه المنطقة بينما هي شحيحة الموارد وقطاع عريض من القاعدة المجتمعية فيها تحت وطأة الفقر والفاقة·

الصفحات