أنت هنا

قراءة كتاب الحب والحرية والفردانية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب والحرية والفردانية

الحب والحرية والفردانية

في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
مقدمة
 
في مجمع أفلاطون الفكري يقول سقراط:
 
إن الرجل الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها وليس مع انعكاسها.وحتى تتعرف على هذه النعمة الإنسانية لن تجد مساعداً أفضل من الحب.
 
طوال حياتي وأنا أتحدث عن الحب وذلك بالعديد من الطرق المختلفة، لكن الرسالة كانت دائماً نفسها. علينا أن نتذكر شيئاً واحداً وأساسياً: ليس الحب هذا الذي تظن أنت أنه حب، ولا ذلك الذي كان قد تكلم عنه سقراط، ولا هذا الذي أتكلم عنه أنا.
 
الحب الذي تعرفه ما هو إلا رغبة بيولوجية، تلك الرغبة المتعلقة بكيمياء الجسد وبالهرمونات. تلك الحالة الكيميائية يمكن أن تتغير ببساطة. إن تغيراً صغيراً في كيمياء جسدك سوف يجعل الحب الذي تعتبره أنت الحقيقة القصوى يختفي ببساطة.إنك تسمي الشهوة"الحب"، لكن الفرق بين هذين الأمرين يجب أن يبقى في الذاكرة.
 
يقول سقراط: " إن الإنسان الذي يختبر ألغاز الحب................."، ليس في الشهوة ألغاز، إنها ببساطة لعبة بيولوجية، موجودة في كل حيوان وكل طير وكل شجرة. من المؤكد أن الحب المحتوي على الغموض سيكون شيئاً مختلفاً تماماً عن ذلك الحب الذي كنت اعتدت على معرفته.
 
إن الإنسان الذي يختبر ألغاز الحب سيصبح على تواصل مع الحقيقة نفسها.
 
ينشأ الحب الذي يجعلك على تواصل مع الحقيقة بحد ذاتها من وعيك، وليس من جسدك، ينشأ من أعماق كيانك. إن الشهوة تنشأ من الجسد بينما ينشأ الحب من الوعي. لكن الناس لا تعرف حقيقة وعيها، وهذا ما يجعل سوء الفهم مسيطراً بحيث تُعتَبَرُ شهوتهم حباً.
 
الأشخاص الذين عرفوا الحب في العالم قليلون جداً. إنهم أولئك الأشخاص الذين أصبحوا صامتين مسالمين بشكل كامل... وقد تمكنوا من خلال ذلك الصمت والسلام من التواصل مع عمق كيانهم الإنساني،مع أرواحهم. عندما تصل إلى المرحلة التي تتصل فيها بروحك سيصبح حبك ليس مجرد علاقة، سيصبح الحب ببساطة مثل ظلك. فأينما تحركت ومع أي إنسان تكون، تعيش حالة الحب.
 
ما تسميه الآن حباً هو شيء موجّه إلى شخص ما، مقتصر على شخص ما، بينما الحب ظاهرة لا يمكن تقييدها. بإمكانك الإمساك بالحب بأيدٍ مفتوحة وليس بإمكانك الإمساك به بإيدٍ مطبقة. عندما تطبق يديك فإنك تطبقهما على فراغ، وعندما تفتح يديك يصبح كل ما في الوجود متاحاً لك.
 
إن سقراط على حق: من يعرف الحب يعرف الحقيقة، لأنهما تسميتان لتجربة واحدة. وعليك أن تتذكر أنه إن لم تكن الحقيقة معروفة لديك فإن الحب غير معروف لديك أيضاً.
 
وفي النهاية، لكي تتعرف على النعمة البشرية، لن تجد مساعداً أفضل من الحب.

الصفحات