أنت هنا

قراءة كتاب الثورة لعبة العقائد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الثورة لعبة العقائد

الثورة لعبة العقائد

على الإنسان أن يفهم أعجوبة الأشياء ليصبح كل شيء مفهوماً. إنهم يقولون إن الفلسفة تبدأ بالعجب، ربما! لكن الفلسفة تحاول دائماً أن تدمّر العجب، تريد الفلسفة أن تقتل أمها لأن كل جهودها تنصبُّ على توضيح الغموض المحيط بالوجود.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

يصعب عليك وأنت فقير معرفة أن العالم خالٍ من المعنى لأنك لم تختبر العالم. تحتاج إلى تبصّر عظيم لترى ما ليس لديك ولترى العبثية، وبسبب هذا فإن تقديري لكلٍ من المسيح أو (كبير) أعمق بكثير منه (لبوذا ومهافيرا) اللذين كان لديهما كل شيء عندما رحلا عبر العالم. لقد كانت جميع النساء الجميلات في المملكة متاحة لبوذا، فإن أدرك أن الجمال الجسدي ليس هاماً أو أنه مجرد حلم فهذا أمر طبيعي. لقد كانت لديه كل الرفاهية الممكنة لرجل منذ خمسة وعشرين قرناً مضت، ولن يحتاج لذكاء كبير ليدرك أن تلك الرفاهية غير مشبعة وغير مرضية، والتجربة الفعلية تثبت ذلك لأن خيبة الأمل لازالت هي ذاتها.
لكن الأمر كان مختلفاً جداً بالنسبة (لكبير) أو (للمسيح) فهما ليسا مَلِكين بل شخصان فقيران، حتى أن حاجاتهما الأساسية لم تُشبَع، ولديهما في هذه النقطة تحديداً إمكانية للأمل والحلم والرغبة، وقد يحتاج الأمر إلى عبقري ليرى أن العالم بلا معنى. وهنا نجد أن (كبير) كان شخصاً أمياً لكنه عظيم الذكاء، وكان ذا عينين نافذتين يستطيع من خلالهما أن يرى عبثية الأشياء التي لم يحصل عليها، واستطاع أن يراها دون أن يحصل عليها بيديه، واستطاع من خلال بصيرته الصافية خلق الومضة الأولى لدين المستقبل.
لن يكون الدين الجديد طقسياً ولن يكون فيه عبادة وتبجيل، بل سيكون فيه الكثير من الاحتفال الذي يُعتَبَرُ العبادة الحقيقية الوحيدة. سيكون هناك الكثير من الغناء والرقص لكنه لن يُقَدمَ إلى آلهة بعينها، بل يُقَدمُ إلى الوجود بحد ذاته تدفقاً ومشاركة من القلب.الغناء بحد ذاته كافٍ وليس هناك من داعٍ لتوجيهه إلى شخص ما، كما أن الرقص كافٍ والصلاة كافية بحد ذاتها.
تذكر بأن (كبير) كان متمرداً، وأنا أرى فرقاً كبيراً ما بين المتمرد والثوري. الثوري ليس ثورياً حقيقياً لأنه يكون متطرفاً ضد شيء ما. إن كلاً من الأرثوذوكسي أو التقليدي أو العرفي هو يمينيّ، والثوري يساريّ لكنهما طرفان باللعبة نفسها. وكما تنتمي اليد اليسرى واليد اليمنى للإنسان نفسه ينتمي اليمينيون واليساريون للعقل نفسه.

الصفحات